تحت رعاية سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح تحتضن الكويت الاجتماع الآسيوي لمؤتمر «حوار التعاون الآسيوي» يومي العاشر والحادي عشر من أكتوبر الجاري وذلك بحضور وزراء خارجية أكثر من 30 دولة آسيوية والعديد من الفعاليات والهيئات الاقتصادية العالمية، والذي يأتي بعد استضافة الكويت لمؤتمر القمة العربية الاقتصادية قبل ثلاث سنوات وذلك تنفيذا لرؤية سمو الشيخ صباح الأحمد بأن التعاون الاقتصادي المثمر بين الدول هو الطريق الآمن لتحقيق الاستقرار. وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله قال في تصريح خاص ل «الرياض» إن الاجتماع يعتبر إطارا مناسبا لتعزيز التفاهم والتعاون من أجل تنمية قارتنا واستتباب السلام والأمن في ربوعها، أملا في تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا، مبينا أن البلدان الآسيوية تتمتع بمقومات حضارية وبشرية واقتصادية هائلة وان الانتماء إلى قارة آسيا يجعل الجميع يطمح إلى النمو المتواصل لاسيما ان القارة هي اكبر منتج للطاقة في العالم وتملك فرص إقامة تكامل تدريجي يغني عن الاعتماد على القارات الأخرى بل يؤهلها لان تكون منطقة اقتصادية رائدة ونموذجا حيا للتعايش السلمي والتحاور بين الحضارات. وذكر الجارالله أن المنتدى يضم حاليا «31» عضوا كما يعمل في تسعة عشر مجالا للتعاون والتشاور بين وزراء الخارجية وكبار المسؤولين بدول حوار التعاون التي تعتز اليوم بهويتها أملا في بناء آسيا حديثة ومتطورة تتمتع بالسلام والازدهار والتنمية في خضم تحديات العولمة وإفرازاتها، مشددا على أن الإرادة السياسية لقادة الدول الآسيوية كفيلة بتبديل هذه القارة إلى قطب اقتصادي عالمي. وأضاف الجارالله ل الرياض أن العالم الآن يشهد تكتلات اقتصادية مهمة وكبيرة وبالتالي يجب أن تكون في آسيا كتلة اقتصادية وأن يكون لها دور في العالم وهذا لن يتم إلا من خلال التنسيق والتعاون فيما بين دول القارة، ومن خلال اللقاءات المنتظمة والبحث في القضايا المحددة يؤكد على قدرة دول القارة على القيام بهذا الدور. وقال الجارالله إن الكويت يشرفها أن تحتضن هذا الاجتماع ونسعد بلقاء وزراء خارجية دول آسيا في هذا الاجتماع وترى أنها فرصة ممتازة ومواتية لبحث هموم القارة وهي كثيرة وعلى رأسها الهم الاقتصادي بالإضافة للهموم السياسية الأخرى التي تتمثل في التحديات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة وخاصة الشرق الأوسط على المستوى السياسي والاقتصادي التي هي جزء مهم من القارة وبطبيعة الحال تؤثر وتتأثر بما يدور حولها ولابد أن تكون هناك رؤية مشتركة لمعالجة هذه القضايا والتصدي لها، ونحن على ثقة بأن أصدقاءنا في القارة الآسيويه يراقبون ما يجري في القارة ويهمهم أن يكون هناك شرق أوسط مستقر. ولذا فهم حريصون على أن يكون لهم دور ومساهمة في استقرار هذه المنطقة من القارة. وأكد الجارالله ل «الرياض» عندما نتحدث عن الأخطار والصعاب التي تواجهها قارة آسيا يأتي على رأسها سياسيا الكيان الصهيوني المتمثل في إسرائيل والقضية الفلسطينية التي يأتي الدور الآسيوي أساسيا فيها وهذه من هموم القارة وبالتالي لابد أن يكون هناك تنسيق وتعاون وتفاهم بين الدول الآسيوية. واختتم الجارالله تصريحه ل «الرياض» بقوله «إننا سنقدم في المؤتمر إعلان دول الكويت وسيتضمن تصور الكويت ورؤيتها وتوقعها ومستقبل هذا المؤتمر الآسيوي وقد تخرج آليات من هذا المؤتمر تعزز التنمية والتجارة والمشاريع الاقتصادية بين الدول الآسيوية». الجدير بالذكر أن معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني سيترأس الوفد السعودي في هذا المؤتمر.