الجميع يقر ويعترف أن هناك الكثير من اللاعبين يقدم مستوى كبيراً جدا مع ناديه ولكن مع منتخب الوطن يكون عطاؤه أقل بكثير من عطائه مع النادي , وهذا نجده في لاعبي المنتخب السعودي فالروح والحماس التي تظهر في لاعب النادي لا تظهر مع المنتخب, والكل يعرف انك تستطيع أن تجلب أفضل مدربي العالم لتطبيق خطط وفنون كرة القدم على ارض الملعب وتستطيع أن تجلب أفضل الأطباء والجراحين لمعالجة اللاعبين من الإصابات التي تصيب اللاعبين, ولكن لا تستطيع أن تجلب مدرباً يبث الحماس داخل اللاعب أو أن يجعله يعطي مثل عطائه مع النادي وهذا الأمر لا يحدث لدينا في السعودية فقط وإنما في جميع دول العالم ومع جميع لاعبي العالم، واللاعب العالمي لونيل ميسي مع ناديه برشلونة يختلف نهائيا عن ميسي لاعب منتخب الأرجنتين وينطبق ذلك على غالبية لاعبي العالم، ولنا أن نتساءل ما الذي يقدمه النادي للاعب ولا يقدمه المنتخب له ؟ هل المنتخب محبط نفسيا للاعب ؟ هل الأجواء في معسكرات المنتخب تختلف عن معسكرات النادي ؟ هل إدارة النادي بها من المتخصصين أفضل من إدارة المنتخب ؟ يجب علينا أن ندرس هذه الأمر دراسة مستفيضة يتخللها استبيان سري يوزع على لاعبي المنتخب وتتم مناقشته بصورة جدية مع القائمين على الرياضة السعودية حتى يتحقق الهدف المنشود وهو أن لاعب المنتخب هو لاعب النادي من حيث الحماس والعطاء دون تفريق بين النادي والمنتخب. ومن خلال عملي سايقاً في منتخب الشباب والاولمبي في كرة القدم قبل عامين والآن عملي في أحد الأندية وجدت أن النادي أفضل بكثير من المنتخب من حيث النواحي النفسية لجميع الأجهزة، ففي المنتخب لا يوجد من يحاسب مدير المنتخب على الأخطاء التي يقع فيها ولا يجد اللاعب من يشكو له عند تذمره من أمر ما بل إن اللاعب الذي يشتكي يعتبر مخالفا لأنظمة المنتخب ويستطيع مدير المنتخب إبعاده بكل سهولة حتى لو كان مظلوما ولا يجد من يقف معه , أما في النادي تتم محاسبة كل شخص على تصرفاته حتى رئيس النادي تتم محاسبته من قبل الجماهير محاسبة عسيرة بل إن اللاعب حقوقه المعنوية محفوظة في النادي أكثر من المنتخب, وهذا مالمسته في المنتخب عنه في النادي, بل إن أول كلمة يجدها لاعب المنتخب عند دخوله المعسكر من إدارة المنتخب هي أن النادي يختلف عن المنتخب وأن الأندية تدلل اللاعبين وهذا ما نرفضه في المنتخب والكثير من المحاضرات التي توحي للاعب انه مدلل في ناديه وأن المنتخب يرفض سياسة النادي ويجد من التهديد والوعيد وكأنه مذنب عند انضمامه للمنتخب وهذا ما يحدث غالبا في الفئات السنية بل إنه قد تجد اللاعب يضايق في غرفة نومه في المعسكر بحجة النظام والانضباط وهذا لا يحدث في النادي نهائيا بل إن معسكرات الأندية كأنها رحلات استجمام ولا تخلو من الجدية والانضباط بينما معسكرات المنتخب كأنها عقوبة للاعب النادي بسبب نجوميته مع ناديه.