** نحن نعبر عن الفرحة أحياناً بطرق بدائية، أو عفوية، أو متجاوزة.. ** فيقال بأننا ما نزال نعيش البداوة، ونرسف تحت أغلال التخلف.. ونتصرف على نحو غير مسؤول.. ** ونقلب فرحتنا في بعض الأحيان إلى أتراح، وندفع الآخرين إلى التصرف معنا بسلوك لا يقل جفوة، وصرامة، وعشوائية.. عن تصرفاتنا غير المنضبطة.. ** وندفع بذلك رجال السلطة إلى إغلاق مسامنا، وقتل الفرحة في أعماقنا، وسجننا داخل متاريس المنع، والحرمان، والمساءلة، والحساب.. ** لأننا لا نعرف كيف نفرح؟ ** وكيف نمارس السعادة كما يمارسها الآخرون، وكما يستمتع بها الغير، وكما يحققون من وراءها الكثير من "البهجة"، و"المتعة"، والغد الأجمل؟.. ** فهل نحن بدائيون حقاً.. في تعبيرنا عن فرحتنا، وأميون إلى هذا الحد بحيث نحرم أنفسنا من أن نعيش العيد تلو العيد.. والمناسبة.. عقب المناسبة والأمل في أعقاب كل حلم يتحقق؟ ** وهل نحن بحاجة إلى أن نتعلم ثقافة الفرحة، وأن نعتنق مبادئها الأساسية، وأن نعيشها بكل تفاصيلها لحظة بلحظة، وعيداً إثر عيد؟! ** فما يحدث هنا في مدننا، وفي أحيائنا، وفي شوارعنا.. عند التعبير عن الفرحة لا مثيل له في أي مكان من هذا العالم.. كما أنه لا مثيل له في التاريخ الإنساني.. ** لأننا لا نعرف كيف نفرح؟! وكيف نعبر عن أنفسنا؟ وكيف نترجم سعادتنا إلى فرح دائم وليس إلى شكوى مريرة يتأذى منها الكل، ويمقتها الجميع، ويرفضها المنطق أيضاً؟ *** ضمير مستتر [** هناك من تغتالهم الفرحة.. وهناك من يغتالون هم الفرحة]