** تعيش الأمم والشعوب أفراحها..وفقاً لما اعتادت عليه..أو ألفته..وكذلك وفقاً لمدى أهمية هذا العيد..أو تلك المناسبة أيضاً.. ** فالعيد هو العيد.. ** وإن اختلف الإحساس به..وبجماله وعمقه وتأثيره..كلّ الناس.. ** فهناك من ينظر إلى العيد على أنه محطة توقف تفصله عن الحياة العملية الجادة..واللهاث اليومي المضني..لتزوده بطاقة جديدة..وتمنحه حيوية إضافية..لمواصلة الركض واللهاث في الاتجاه الذي رسمه لنفسه..أو بالصورة التي ألفها وتعود عليها..وبالذات بالنسبة لأولئك الذين لا تحكم حياتهم رؤية محددة.. أو أهداف معينة..أو منهجية خاصة.. ** وهناك من ينظر إليه بمنظار عبثي لا يلبث أن يسلمه لحالة من الخمول..والتعب..والإرهاق.. وكراهة استئناف الحياة العملية أو الدراسية بسهولة بعد انقضاء فترة العيد..بترفها..ومتعها.. وجمالياتها.. ** وهناك من ينعتق فيه من الحالتين..فيختلي بنفسه..ويغرق في بحيرة عريضة من التأمل.. والهدوء..وكأنه قد انتهز العيد للهرب من الدنيا..وللخلاص من مطاردة عيون الناس..ومن الفكاك من كل مظهر من مظاهر الانشغال بهذه الدنيا على حساب جوانب قيمية وأخلاقية معينة.. ** وسواء قضى أحدنا العيد مع نفسه..أو مع أهله..أو مع أصدقائه ومحبيه..فإن العيد لا يلبث أن يذهب لحاله..ونبقى نحن وأنفسنا..نحن وهمومنا..نحن وطموحاتنا..نحن وتفاهاتنا نحن وحالة (التبعثر) التي عشناها..وغرقنا فيها ولم نعد نملك القدرة على الخلاص منها.. ** لكن العيد يظل هو العيد.. ** سواء أكان هذا العيد عيداً رسمياً.. ** أو كان عيداً وطنياً.. ** أو عيداً يرتبط بمناسبة تختص بنا نحن الأفراد.. ** العيد..يظل هو العيد..مناسبة (حلوه) و(جميلة) و(غالية) ** وإن اقترنت بالنسبة لبعض الناس بذكرى مؤلمة..وحزينة..وبالذات حين تحل هذه المناسبة عليهم وقد افتقدوا عزيزاً..وغالياً عليهم.. ** هؤلاء الناس.. ** هم الأجدر بأن نكون معهم.. ** وقريبين منهم.. ** ولصيقين بهم.. ** حتى نخفف عنهم وطأة مصابهم.. ** وإن كان لا يوجد شخص يمكن أن يحل محل شخص آخر.. ** وإن كان هناك مالا يقبل التعويض.. ** غير أن هذه هي الحياة.. ** فنحن بين مقيمين وراحلين.. ** ولا أحد مخلدا في هذه الدنيا.. ** لا أحد سعيدا كل السعادة.. ** ولا أحد شقيا كل الشقاء.. ** وعلينا أن نتقبلها كما هي..وليس كما نريدها..أو نتخيلها فقط.. ** الحياة هي البسمة اليوم..والدمعة غداً.. ** هي الفرحة اليوم..والألم غداً.. ** هي الحلم اليوم..واليأس في اليوم التالي.. ** هي كل هذا وذاك.. ** وعلينا أن نعرف كيف نعيشها..؟ ** كيف نسعد بها..؟! ** وكيف نهرب من الشقاء منها..أو على الأقل نتقبله ولا نبالغ بالتبرم به.؟ ** لأنه لا شيء نهائيا في هذه الحياة.. ** لا شيء أبديا أيضاً.. *** ضمير مستتر: **(من يرحلون عنا في أجمل لحظات العمر..يذهبون إلى ما هو أعظم..وأروع منا).