أكد الباجي قائد السبسي الوزير الأول التونسي في الحكومة الانتقالية أن الهدف الأسمى بالنسبة إلى حكومته هو الوصول بالبلاد إلى بر الأمان والذي تجسده انتخابات تعددية شفافة وحرة يختار خلالها التونسيون يوم 23 أكتوبر الحالي من يمثلهم في المجلس الوطني التأسيسي. قائلا إن الثورة التونسية قام بها شباب من المناطق المحرومة دون سلاح أو إيديولوجيا وبلا تأطير أو زعامات وذلك للمطالبة بالحرية والكرامة بعد أن كان النظام السابق قد همش هذه المناطق وأهمل تونس الأعماق حاكماً البلاد بالحديد والنار واستغل ثرواتها. وذكر الوزير الأول التونسي في مداخلة قدمها بمقر البنك الدولي أثناء الزيارة التي يقوم بها لواشنطن بدعوة من الرئيس اوباما أن حكومته نجحت نسبيا في مهمتها بالنظر إلى الظروف الصعبة التي عملت بها وقصر المدة مؤكدا ان الحكومة الحالية توفقت إلى إعداد خطة اقتصادية واجتماعية طموحة تمتد على خمس سنوات كما تمكنت من استحداث 50 ألف موطن شغل جديد رغم ان نسبة النمو الوطني هي اقرب الى الصفر منذ الثورة. مفيدا أن هذه الحكومة أعدت إستراتيجية اقتصادية من شأنها امتصاص نسبة البطالة التي يعاني منها اليوم 600 ألف عاطل عن العمل بفضل إحداث مائة ألف موطن شغل كل سنة، ملاحظا ان هذا الهدف من الممكن تحقيقه في ظل تحسن الوضع الأمني بالبلاد وتطور مناخ الاستثمار بها خاصة وان 80 بالمائة من اعتمادات الدولة أصبحت موجهة نحو الجهات الداخلية التي لم تكن تظفر إلا بنسبة 20 بالمائة من هذه الاعتمادات. وبين السبسي أن الربيع العربي الذي انطلق من تونس لن يكون "ربيعاً" إذا ما توقف عندها، مؤكدا أن تونس اليوم في حال أفضل مما كانت عليه وأن المراحل الانتقالية صعبة في كل البلدان التي عاشت ثورات بل هي أصعب من بناء دول جديدة. وقال قائد السبسي إن مفردات النجاح في تونس كثيرة ومن أبرزها ارتفاع نسبة المتعلمين والمكانة المتميزة التي تحظى بها المرأة في المجتمع والحياة العامة والاستثمار في الرصيد البشري مؤكدا أن التونسيين اليوم واعون بأن مصلحة بلادهم تمر قبل مصالحهم الخاصة.