حقق مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة نجاحاً طبياً جديداً متمثلاً في إجراء ثلاث عمليات زراعة قلب لمرضى قصور عضلة القلب . أوضح ذلك مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي مشيراً إلى أن نجاح هذه العمليات يأتي امتداداً لما حققه المركز منذ إنشائه متمشياً مع رؤية ورسالة الخدمات الطبية للقوات المسلحة الرامية إلى الرقي بالخدمات التشخيصية والوقائية والعلاجية للمرضى ومواكبة أحدث المستجدات والتطورات الطبية المتتالية وذلك بفضل من الله ثم الدعم الدائم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون العسكرية – حفظهم الله _ . وأشار اللواء الطبيب العتيبي أن المركز سيواصل مسيرته للعمل في هذا التخصص والتخصصات الأخرى للمحافظة على المكانة العالمية التي يتبوأها المركز أسوة بالمراكز العالمية المتخصصة . و من جانبه بين العقيد مازن بن فهد العمران مدير مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة أن المركز أجرى ثلاث عمليات جراحية لزراعة القلب الأولى لمريض يبلغ من العمر ( 27 ) عاماً كان يعاني من قصور شديد في ضخ عضلة القلب والثانية لمريض يبلغ من العمر ( 29 ) عاماً أجريت له عمليات سابقة لإصلاح الصمام الميترالي بسبب ضعف العضلة والثالثة لمريضة تبلغ من العمر ( 17 ) عاماً وجميعهم بصحة جيدة وقد تمت عمليات النقل من مرضى متوفيين دماغياً . اللواء الطبيب العتيبي في جولة سابقة في المركز مع بعض المسؤولين كما أوضح العقيد العمران أن المركز سخر الكثير من إمكانياته لتشخيص ومعالجة مرض قصور عضلة القلب حيث يعد من رواد زراعة القلب في المنطقة بإجرائه العديد من العمليات منذ الثمانينيات الميلادية . وأضاف أن المركز يسعى جاهداً لتقديم أفضل سبل الرعاية للمرضى وتقديم كافة الخدمات التشخيصية بأفضل الطرق وأسرعها وأن هذه العمليات التي تمت تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي حققها المركز بنجاح ولله الحمد . ومن جانبه بين الدكتور عادل عبد القادر طاش استشاري جراحة قلب الكبار ورئيس الفريق الجراحي لزراعة القلب أن الحالة الأولى كانت لمريض يعاني من قصور شديد في ضخ عضلة القلب ويحتاج لعملية زراعة قلب و بفضل من الله توفرت الزراعة من متوفى دماغياً ، حيث قام الدكتور آدم إبراهيم استشاري جراحة قلب كبار وعضو فريق زراعة القلب باستئصال قلب المتوفى في الوقت الذي يتم فيه اسئصال قلب المريض وبعد عملية الزراعة استقرت حالته و غادر المركز ليمارس حياته بشكل طبيعي بفضل من الله . وفي الحالة الثانية فقد كانت لمريض يعاني من قصور شديد في عضلة القلب وقد أجريت له عملية إصلاح للصمام الميترالي منذ ما يقارب خمس سنوات وتلقى المركز اتصالاً من المركز السعودي لزراعة الأعضاء يفيد بوجود قلب مطابق لفصيلة المريض في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض تم على إثرها استئصال القلب من المتوفى دماغياً بعد التأكد من سلامته وزراعته في المريض الثاني حيث استغرقت العملية ( 8 ) ساعات وخرج بعدها المريض من المركز بعد التأكد من استقرار حالته وقدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي ولله الحمد . وأما الحالة الثالثة فكانت لمريضة تبلغ من العمر 17 عاماً كانت تعاني من تضخم في القلب وأجريت لها عملية إصلاح للصمام الميترالي قبل ثلاث سنوات ، واستمر تضخم القلب وعاد الصمام إلى الارتجاع الشديد بحيث لا ينفع معها العمليات التقليدية فتم تجهيزها لإجراء عملية زراعة بعد توفر العضو المطابق . كما تحدث الدكتور علي المسعود استشاري قسطرة الشرايين والزراعة ورئيس وحدة قصور العضلة وزراعة القلب قائلاً إن مرض القصور القلبي من أكثر الأمراض شيوعياً حيث يعاني منه الملايين من البشر ويحدث عندما تعجز عضلة القلب عن ضخ الكمية الكافية من الدم . مضيفاً أن للقصور القلبي عدة أسباب من أهمها أمراض الشرايين التاجية واعتلال عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الصمامات القلبية بالإضافة إلى أسباب أخرى من ضمنها داء السكري وبعض الأسباب الوراثية . وبين الدكتور المسعود أن المركز قام بإجراء ثلاث عمليات جراحية لزراعة القلب منذ استئناف البرنامج و بعد إجراء العمليات الزراعية لهم عاد عمل القلب إلى المستوى الطبيعي وبدأوا بممارسة حياتهم بشكل طبيعي ، ويقومون الآن بالمتابعة في عيادة زراعة القلب تحت إشراف فريق طبي متخصص . وقد تحدث المريض عماد دوسري 27 عاماً بأنه يشعر الآن بتحسن كبير في حالته وباستطاعته ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد أن كان لا يستطيع المشي لمسافة طويلة ، وأشاد المريض دوسري بما يحتويه المركز من إمكانيات وكوادر مؤهلة مقدماً شكره الجزيل لمنسوبي المركز لما قدموه له من رعاية خلال فترة تنويمه ومتابعتهم لحالته بعد خروجه . والجدير ذكره أنه تمت إضافة العديد من المرضى لقائمة الانتظار استعداداً لعملية الزراعة فور توفر القلب المطابق لهم . كما تم أيضاً إطلاق برنامج الأجهزة المساندة لعضلة القلب لمساعدة المرضى لتجاوز مرحلة الخطورة ريثما تتم عملية الزراعة كما يواصل الفريق الطبي والإداري العمل لإجراء التقييم المستمر لهذا البرنامج .