الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حذرت منذ فترة من هطول أمطار غزيرة على معظم مناطق المملكة بإذن الله خلال الشهرين القادمين..وهذه التحذيرات تجعل الكرة في مرمى الجهات المعنية عن مواجهة هذه الأخطار التي قد تنجم عن الأمطار نتيجة السيول وما قد يصاحبها من رياح وعواصف. الأمطار القادمة نسأل الله أن تكون أمطار رحمة وخير وأن يعم الله بنفعها البلاد والعباد وأن تكون أمطار رحمة وسقيا لا أمطار غرق ولا هدم..خاصة ونحن قد مررنا بكارثة أمطار جدة على مدى العامين الماضيين والتي شكلت عند الكثيرين منا (فوبيا المطر)..ولهذا لا نكاد نرى غيمة قد غطت السماء حتى نبدأ في التساؤل ماذا أعدت الجهات المعنية من استعدادات وخطط لمواجهة ماقد يصاحب الأمطار من سيول وعواصف وغير ذلك..هذا التساؤل نطرحه اليوم ونحن نتابع ماسببته الأمطار في جازان بالأمس من حالات غرق وجرف وهدم لعدد من الأنفس وللكثير من البيوت والطرق وأعمدة الكهرباء وماحدث من يومين من آثار للسيول في تهامة عسير وغيرها، رغم أنّ هذه السيول يمكن أن تصبح نعمة بدل أن تكون نقمة لو أقمنا لها السدود الكافية، ولو فتحنا الطريق أمام الفائض منها ليتجه للصحاري أو البحر دون أن نسد في وجهها المنفذ بمساكن أقيمت دون تخطيط في مجاري السيول، فإنه لن يتسبب منها أي ضرر بالأرواح والممتلكات مهما كانت كمياتها. البنية التحتية في بعض مدننا هشة والأمطار قد تغيّر مسارها في لحظات سؤال بسيط ماذا أعدت الجهات المعنية من عدة واستعدادات للأمطار هذا العام خاصة أن توقعات الأرصاد تنذر بأمطار غزيرة والله أعلم، حيث يؤكد "م.يوسف صعيدي" على ضرورة أن تكون هناك خطط واستعدادات مبكرة وأن تكون هذه الاستعدادات قد جرت عليها تدريبات ميدانية، وأن تكون هناك إدارات مؤهلة للكوارث وأن لاتكون هذه الخطط مجرد خطط على الورق؛ لأنّ خطط الورق إذا لم تكن مدعومة بالتدريب على مواجهتها عمليا فإنها لن تكون ذات فاعلية وقد تصدم بالعشوائية والارتباك، وعدم التناغم بين المجموعات القائمة بها إذا لم يسبقها تدريب عملي ليعرف كل فرد دوره في العمل عند الحاجة، قائلاً إنّ: التجارب الفرضية التي يقوم بها الدفاع المدني في السنوات الأخيرة من الأنشطة الهامة لدى الدفاع المدني، ولكنها مقتصرة فقط على التدرب على مواجهة كوارث الحرائق في الغالب، وما يجب أن تركز عليه هذه التجارب الفرضية هو القدرة على مواجهة جميع الكوارث سواء كانت حرائق أو أمطار أو زلازل لا قدر الله. استعداد الطوارئ يكون في وقت مبكر قبل وقوع الكارثة تغيرات مناخية وأكد "د.علي عشقي" على أنّ الأرض تمر بتغيرات مناخية كبيرة وهذا سيؤدي لزيادة كميات الأمطار في بلادنا ولا بد أن نستعد لذلك بأن نقيم بنية تحتية جيدة وأن نهتم بإقامة السدود للاستفادة من هذه الأمطار، كما يجب أن نهتم بمجاري السيول وعدم إغلاق الأودية ومجاري السيول، ويجب أن نهتم بإدارات الكوارث وكارثة جدة التي نتجت عن السيول في العامين الماضين ما كان لها أن تحدث لو كانت لدينا إدارة جيدة للكوارث، وكان يمكن تخفيض عدد الضحايا لأكثر من 60% مما حدث، محذراً من خطورة الأمطار قبل أن تحدث الكارثة وحذرت من خطورة وجود بحيرة الصرف الصحي في شرق جدة ولكن أحدا لم يهتم وحدثت الكارثة وهذا يجب أن تكون الآن لدينا خطط مدروسة لمواجهة الكوارث في أي جزء من المملكة وأن لا ننتظر حتى تقع المشكلة ونبدأ التفكير في التحرك كما هي عادتنا مع الأسف، مشيراً إلى أنّ إهمالنا في معالجة الأشياء في وقتها والاستعداد المبكر لها هو الذي يزيد من خطرها وضررها ويجعلها كارثة وضرب لذلك مثالا بحمى الضنك في جدة فهي ليست منطقة استوائية دائمة الأمطار ..ولكن نتيجة مستنقعات الصرف الصحي ولأننا لم نضع خطة لعلاج هذه المستنقعات بسبب عدم وجود شبكة صرف صحي وبسبب هشاشة بنيتنا التحتية عندنا مشكلة حمى الضنك الذي لا زالت جدة تعاني منها رغم اعتماد أكثر من مليار للقضاء عليها. فكرة «مجاري الأرصفة» بديل مناسب من تجمع المياة داخل الأحياء الأملاك الخاصة وأوضح "م.جمال برهان" أنّ ذلك دفع الكثير من الناس إلى الهروب والبحث عن سكن في أطراف المدينة وبطون الأودية ومجاري السيول في جدة هو ارتفاع قيمة الأراضي وسط المدينة نتيجة مغالاة وجشع هوامير العقار وتجار الأراضي وقد قلت إن سبب مشكلة جدة سكن وليست وديان ولو وجد المواطن العادي والبسيط أرضا يمكن أن يبني عليها بيته حسب إمكاناته وسط المدينة لما نشأت عندنا في جدة أحياء وسط الجبال شرق جدة، ولكن المهم أن لا تتكرر كارثة السيول التي حدثت في جدة في أي مدينة أخرى ويجب أن نستفيد من الأخطاء التي حدثت في جدة، ويجب أن نستبق الكوارث لا قدر الله وأن تكون لدى الجهات المعنية خطط جاهزة ومدعمة بالتدريب العملي والتجارب الفرضية؛ حتى يكون كل شخص مدركاً لمسؤولياته عند حدوث أي ظرف طارئ وأن لا ننتظر المشاريع التي تحت التنفيذ؛ لأنّ تلك المشاريع ربما لا تكون بالمستوى المطلوب الذي يمنع الأضرار. العمل جار على إنشاء مجاري السيول شرق جدة الوقت الحرج وأضاف "م.برهان": توقيع إنشاء مركز للطوارئ في منطقة مكةالمكرمة هو من المشاريع الهامة، ولكن هذا المركز لا زال في طور البناء ولهذا يجب أن تكون هناك خطط معدة لدى الجهات المعنية قابلة للتنفيذ عند الحاجة إليها في الوقت الحاضر، ولكن الملاحظ أن الكثير من الجهات المعنية لا تتحرك إلا في الوقت الحرج لأنني لم أقرأ أو أسمع حتى الآن عن شيء من تلك الخطط رغم أن الأرصاد حذرت من وجود أمطار غزيرة هذا العام، مؤكداً على أنّ الزلازل التي حدثت في الليث والقنفذة يعطي مؤشر أن الساحل الغربي من جنوبه إلى شماله يقع على حزام زلزالي كما أوضحت ذلك هيئة المساحة الجيولوجية، وهذا يجعلني أتساءل هل الأبراج السكنية التي أنشئت بالقرب من الساحل وبارتفاعات عالية روعي في تصميمها مقاومة الزلازل وما يحتاجه الأمر من إحتياطات للسلامة، فإذا لم تؤخذ تلك الإحتياطات فيجب أن نصلح الأخطاء عاجلا حتى لا تحدث كوارث لايعلم إلا الله ماحجمها لو حدثت زلازل لا قدر الله. المشروعات المنفذة لدرء اخطار السيول لا تكفي مشاريع أخطار السيول ويتحدث سكان جدة بشكل يكاد يصل إلى التأكيد بأن الأمطار التي ستهطل على جدة بإذن الله عز وجل ستكون كمياتها أكبر على الأجزاء الشمالية من المدينة وإذا حدثت سيول فإنها ستكون أقوى وأشد على الأحياء الشمالية خاصة البساتين والرحيلى والأحياء الواقعة إلى الغرب منها حتى ذهبان، وهم لهذا يضعون العديد من التساؤلات حول وجود مجاري للسيول في شمال جدة تحميهم من كارثة جديدة للسيول في جدة أم أن مجاري السيول في شمال المدينة قد سدت بالاستراحات وأسوار الأراضي الخاصة، وما يقال عن جدة يمكن أن ينطبق على الكثير من المدن الأخرى؛ لأنّ التحرك لمنع التضرر من السيول ربما ينحصر على أجزاء معينة من المدن بينما أجزاء أخرى لم تنفذ فيها مشاريع لدرء أخطار السيول عند حدوثها، وهذا ناتج عن عدم شمولية البنية التحتية لجميع الجوانب التي تحتاجها المدن، وأن يراعى عند تنفيذ مشاريع البنى التحتية أن تكون مراعية للنمو السكاني للمدن في المستقبل وسهلة التوسع والتطوير ومواكبة لتوسع الاستخدامات والخدمات. م.جمال برهان طرح فكرة التخليص أحد المختصين في الهندسة المدنية طرح فكرة لتخليص شوارع المدن من تجمع مياه الأمطار وما تسببه من أضرار، وهي فكرة بسيطة جداً تتمثل في عمل مجرى على جانبي كل شارع تحت الأرصفة أو بجوارها لايزيد عمقه على نصف متر وعرضه لايزيد على عشرين سنتمترا وتنشأ على بعد كل (250-500 )متر حفر عميقة متصلة بهذا المجرى تصب فيها المياه الناتجة من الأمطار، وكلما امتلأت حفرة تنتقل المياه للحفرة التي بعدها عبر المجرى عن طريق فتحة في الحفرة العميقة باتجاه الحفرة التي تليها، ويجب أن تكون الحفر العميقة التي تتجمع فيها المياه كالخزانات لا تسمح بتسرب المياه إلى التربة، ويمكن استخدامها فيما بعد لسقي الحدائق في المدن وزيادة المساحات الخضراء ويمكن أن تكون هذه الفكرة منفذة حتى في الشوارع داخل الأحياء وهذه الحفر العميقة تشبه الصهاريج التي كان السكان في الماضي يجمعون فيها مياه الأمطار داخل بيوتهم وحتى نحمي السيارات من الوقوع في هذه الحفر يجب أن تكون فتحتها العلوية أقل من قطر عجلات السيارات، وأن تكون وسط الأرصفة وحتى تنجح هذه الفكرة البسيطة يجب أن تكون ميول جميع الشوارع باتجاه جانبي الطريق حتى لا تتجمع أي مياه وسط الشوارع، كما أنّ مثل هذه الفكرة يمكن تنفيذها في الأحياء من قبل السكان عند ترصيف كل مواطن للجزء الواقع أمام داره وسكنه ومثل هذه الفكرة ستحمي الشوارع حتى من المياه التي قد تتسرب من خزانات المياه وكذلك من أي مياه تنتج من غسل وتنظيف السيارات والبيوت، وأعتقد إنها فكرة تستحق الدراسة والتنفيذ لحماية أسفلت شوارعنا البسكويتي من تأثير المياه. م.يوسف صعيدي استعدادات الأمانة أما مايخص أمانة جدة فقد اتصلنا في البداية "أ.مجدي صالح" -المكلف بالعلاقات العامة في الأمانة- وبعد يومين من الاتصالات رد وأخبرنا أنه في إجازة في مصر وأن خطة الاستعداد التي أعدتها أمانة جدة لدى المهندس هشام عابدين في الأمانة فاتصلت به لمعرفة استعدادات الأمانة فأكد لي أن الخطة جاهزة، ولكنها تحتاج إلى إقرار ومناقشة من خلال الاجتماع الذي سيعقد يوم أمس –طبعا هذا الكلام من أسبوع- وأيضا لم أبلغ بشيء عن هذه الخطة وأن جوال المهندس عابدين مغلق أو لا يرد على اتصالي رغم معرفتي بحماسه وإخلاصه ولكن يبدو أن الخطة لم تعد أصلا أو أنها لم تعتمد بعد رغم أن الأمطار على الباب أو أنها على طريقة جاهزة ولكن كما هو الحال في الكثير من أمورنا، والمفروض أن لا نتركها حتى اللحظة الأخيرة، وأرجو أن يكون الاستعداد في المناطق الأخرى أفضل حالا حتى لا نفاجأ بكارثة محزنة هنا أو هناك. د.علي عشقي