قدر الدكتور صالح الطيار أمين عام الغرفة العربية الفرنسية رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي ارتفاع حجم الاستثمارات لقطاع تحلية المياه في منطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من 50 مليار دولار ما يعادل 188 مليار ريال مع نهاية 2025م، وذلك تفاديا لنزاعات في المرحلة المقبلة. جاء ذلك على هامش منتدى باريس للمياه الذي اختتم أعماله أمس برصد أكثر من 14 عاملا يدفع المنطقة العربية نحو الحروب والنزاعات المسلحة ما لم تسارع الدول بالحلول لتفادي تدني نصيب المواطن العربي لحصته من الماء إلى 464 مترا مكعبا في عام 2025م، مقارنة بنظرائه في العالم والذي يتجاوز 7180 متراً مكعباً و3520 متراً مكعباً للفرد في آسيا و5500 متراً مكعباً للفرد في افريقيا. هناك 62% من المياه العربية من خارج العالم العربي ,80% تغطيها الصحراء وقسم منتدى باريس للمياه منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق شح للمياه الجوفية والأنهار، ومنها منطقة الخليج التي تعتمد على تحلية مياه البحار من خلال 62 محطة، في حين بلغت كلفة بناء الواحدة منها نحو مليار دولار، فيما تنتج هذه المحطات 70% من الإنتاج العالمي لتحلية المياه وتستأثر السعودية بحصة الأسد لامتلاكها 27 محطة تنتج منها 3.36 ملايين متر مكعب بكلفة تصل إلى 8.6 ملايين ريال يومياً، أي أن كلفة المتر المكعب الواحد هو 2.57 ريال يضاف إليها 1.12 ريال بدل نقل. واضاف الطيار ان العوامل المؤدية للحروب يتشارك فيها العديد من دول العالم ومنها التزايد السكاني الذي ينمو بمعدل 90 مليون نسمة سنوياً، كذلك المصادر المائية المشتركة، حيث يتواجد 214 نهراً مشتركاً في العالم يعيش حول احواضها نحو ملياري نسمة، والنمو الاقتصادي، وتحسن الأوضاع المعيشية استوجبت زيادة في استهلاك المياه، إضافة إلى سوء استخدام المياه فهناك 70% من المياه في الدول المتحضرة تستخدم في الزراعة، و20% في الصناعة، و10% في الحياة المنزلية. وأشار رئيس مركز الدراسات العربي إلى أن هناك عوامل مناخية تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وازدياد الاحتباس الحراري، وزيادة منسوب مياه البحار، موضحا أنه ووفقا للدراسات يتبين أن هناك 62% من المياه العربية من خارج العالم العربي، وأن 80% من الأراضي العربية تغطيها الصحراء، وأن في العالم العربي كله 34 نهراً مستديماً فقط دون أن يكون لأي نهر منها قدرة تخزينية كبيرة أو أنه يدر كميات هامة من المياه. يذكر أن 1.5 مليار نسمة ليس لديهم مصدر للمياه النقية، و3 مليارات نسمة ليس لديهم نظام صرف صحي، و35 ألف شخص يموتون يومياً نتيجة نقص المياه أو بسبب استهلاك مياه ملوثة، في حين أشارت آخر دراسة للأمم المتحدة أن 5.3 مليارات نسمة أو ما يعادل ثلثي سكان العالم سيواجهون في 2025 نقصاً في المياه.