لم يكن قرار لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بإيقاف لاعب النصر حسين عبدالغني ثلاث مباريات لضربه حارس الفيصلي تيسير آل نتيف بكوعه في نهاية مباراة فريقيهما الأخيرة انتصاراً لآل نتيف بقدر ما كان انتصاراً للروح الرياضية التي تجرد منها عبدالغني ليس في تلك المباراة، بل منذ أن عرفت أقدامه الطريق لملاعب كرة القدم. عبدالغني الذي نفى الحادثة واتهم آل نتيف بالتعدي عليه سقط في شر أعماله التي ما فتئ يمارسها في كل موسم، سواء حين كان لاعباً في الأهلي وحتى بعد انتقاله للنصر قبل ثلاثة مواسم، إلى درجة أنه نقل معه إشكالاته للفريق العاصمي الذي عانى كثيراً معه منذ مبارياته الأولى معه، وهل ننسى حادثته مع الحكم خليل جلال واتهامه زوراً للاعب الهلال عبدالعزيز الدوسري الذي تعرض يومها للبطاقة الحمراء لولا تدخل اللجنة الفنية آنذاك، وهل ينسى المتابعون قضيته مع لاعب الهلال احمد الفريدي الذي اتهمه بالتلفظ عليه بألفاظ نابية، أو قضيته مع الروماني رادوي، ثم خالد عزيز، بل إنه لم يكتف بقضاياه مع المنافسين إذ نقلها لداخل ناديه كما فعل في الموسم الماضي مع زميله في الفريق اللاعب الشاب عمر هوساوي. كل تلك الحوادث لم تكن غريبة على المتابع لمشوار عبدالغني، فهو والمشاكل صنوان منذ حادثته مع لاعب الاتحاد السابق مرزوق العتيبي والتي بلغت أروقة المحاكم، ثم مع مساعد مدرب الاتحاد حسن خليفة الذي اضطره للخروج عن أدبه المعروف يوم أن صفعه على وجهه ليتعرض على إثرها لعقوبة الإيقاف لعامين مع منعه من دخول الملاعب، في حين أوقف عبدالغني لثلاث مباريات، وحوادث أخرى كثيرة يطول سردها؛ لكن الغريب هذه المرة أن عبدالغني رمى بالتهمة على تيسير آل نتيف مدعياً بأنه شتمه، وعلى الرغم من أن آل نتيف معروف بأخلاقه العالية طوال مشواره الرياضي إذ لم تسجل عليه في جميع الاندية التي مثلها أي تجاوز من أي نوع، ولذلك لم تجد اتهامات عبدالغني أي صدى في الوسط الرياضي سوى عند المتعصبين لميولهم، والمتطرفين في توجهاتهم، وكأن عبدالغني باتهامه لتيسير بذلك يطبق المثل القائل: "رمتني بدائها وانسلت".