جاء إعلان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه في خطابه امام مجلس الشورى يوم الاحد بالموافقة على مشاركة المرأة السعودية في اول مرة في تاريخها في عضوية مجلس الشورى من الدورة المقبلة بالإضافة الى الموافقة على مشاركتها في الترشيح للانتخابات البلدية المقبلة مرشحة وناخبة، كأهم قرار تاريخي يخص المرأة السعودية ومشاركتها في التنمية منذ تأسيس المملكة قبل 81 عاما، وكان مرجع ذلك كما ورد في الخطاب السامي الكريم اتفاقه مع التحديث المتوازن مع قيمنا الاسلامية، لقد جاء هذا القرار التاريخي الذي حسمه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ليؤكد عزم هذه البلاد الطيبة بقيادة الملك عبدالله قائد الاصلاح والتطوير الذي وضع نصب عينيه مصلحة البلد فوق كل اعتبار وقبل كل الآراء والاتجاهات الأخرى وحاجة هذه البلاد الى تفعيل وتواجد المرأة في معقل اتخاذ القرار وصناعته وباعتبار ان المرأة تمثل 50% من السكان ولها الحق في المشاركة كما هو الرجل، فلا الدين الاسلامي منع هذا الحق ولا التطور والتنمية المتسارعة في كل دول العالم يبقي المرأة معزولة ومحيدة عن المشاركة التنموية لا بالعمل ولا بالمشورة، وكل الشواهد والأحداث التاريخية والمعاصرة جعلت من هذا القرار مطلباً وحقاً مشروعاً نحمد الله على ان سخر لهذه البلاد ملكاً صادقاً ووفياً جاء على يده وفي عهده الميمون هذا القرار التاريخي الذي سيجعل هذا الوطن بمشاركة المرأة اكثر قوة وصلابة وتنمية بإذن الله، فالمرأة السعودية بما حباها الله من قدرات وفكر مستنير وتعليم متميز أنفقت عليه الدولة 33% من ميزانية قطاع التعليم قادرة بحول الله وقوته ان تكون الذراع الأيمن لقرينها الرجل في دفع عجلة هذه البلاد نحو التطور والتنمية في جميع المحافل والمجالات، لقد أثبت هذا القرار الرؤية السديدة لخادم الحرمين الشريفين الذي وازن بين ذلك وذاك واتخذ هذا القرار التاريخي في عهد المملكة، فلم يتخذ بضغوط خارجية ولا بمجاملة او إرضاء لأي مصدر كان، حيث كانت القناعة حاضرة ومصلحة البلد هي التي اطرت هذا القرار ووضعت الدافع الاكيد لإصداره، عندما نشخص الواقع ونستشرف المستقبل لا يمكن القبول بهذا التهميش الذي عانته المرأة فترة طويلة من تاريخ المملكة بالرغم من الحاجة المتزايدة لرأيها وحكمتها وامكاناتها وقدراتها وتعليمها التي تفوق في بعض الاحيان بعض الرجال، ومن الظلم الحكم عليها بإبقائها كدور المطلع والمراقب فقط لما تدار به البلاد وهناك شواهد ودلائل كثيرة على تفوق المرأة في كثير من المجالات وهناك نساء سعوديات أبدعن وتألقن داخليا وخارجياً ومن غير المنطق تواجدهن بعيدات عن ساحة الرأي وصناعة القرار وحتى في الشأن السياسي والاستشاري، فلهن الحضور القوي، ولم يكن التاريخ لا في الماضي ولا في الحاضر شاهداً على قصور المرأة بل كانت محل الثقة والتواجد في شأن الرأي والحكمة وكانت كلمتهن مسموعة وحاضرة، نحن نتمنى ان يكون هذا القرار بداية فعلية لمشاركة حقيقية وليست هامشية او شكلية كأن يعادل صوتها صوت الرجل عند التصويت وان تحظى بكل ما يحصل عليه الرجل من دعم في هذه المشاركات سواء في مجلس الشورى او في المجالس البلدية، ولا يكون هذا القرار محل احباط وتعجيز للمرأة من المعنيين بهذين المجلسين، فالملك صاحب السلطة العليا هو من أمر بذلك ولا يجب ان تؤخذ الآراء من الغير في آلية المشاركة وتحجيمها بعزلها عن جلسات المجلس واختلاق الحواجز والاعذار بعدم تواجدها في الحوارات والنقاشات بشكل مباشر وعلني، ويجب ان تعطى الحق كاملا في الادلاء برأيها بحرية تامة وان يؤخذ برأيها حسب المنهج الشوري والديموقراطي، فالبلد في امس الحاجة لرأي الشريكة الاولى في التنمية وهي المرأة رأياً وقولاً وفعلاً وما هذا القرار الا ليعزز هذا المبدأ ويضع منهج شراكة متوازنة بين الرجل والمرأة في اتخاذ كافة القرارات التي تبحث دوماً عن مصلحة هذا الوطن الكبير ،والله انني غيرت موضوع مقالتي في آخر لحظة بعد ان سطرتها لاحتفى بهذا القرار الذي زاد من فخري واعتزازي بوطني ومليكي يحفظه الله الخاتمة لقد اهديتنا يا أبا متعب في يوم الوطن أغلى وأثمن وأعز الهدايا كما عهدناك بهذا القرار التاريخي، دمت لنا ذخراً ولنساء هذا الوطن أباً وأخاً وقائداً لن ننساك، فصدق من قال "الوطن قلب والنبض عبدالله".