دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - المرأة بقرارات منصفة وشجاعة راعت الضوابط الشرعية نحو الصعود سريعاً في سلم الشراكة التنموية بتمكينها من حقها المشروع في المشاركة والعمل؛ لتتحول إلى نصف فاعل في المجتمع، بعد أن ظلت طويلاً نصفا معطلا. ووجه خادم الحرمين الشريفين في كلماته العديدة إلى أبناء شعبه، رسائل حاسمة تؤكد حرصه على أن تكون المرأة شريكاً حقيقياً في التنمية، تنال حقوقها المشروعة التي كفلها لها الدين الإسلامي، وتؤدي في المقابل واجباتها ومسؤولياتها تجاهه، ومنها قوله - حفظه الله: "إن المرأة السعودية هي مواطن بالدرجة الأولى، له حقوق وعليه واجبات ومسؤوليات، وذلك وفق الضوابط الشرعية التي حددها الحق سبحانه وتعالى"، وذكر في حديث آخر:"لا يمكن أن نتجاهل - بأي حال من الأحوال - دور المرأة السعودية ومشاركتها في مسؤولية النهضة التنموية التي تشهدها بلادنا، وفي خدمة دينها وبلادها وبناء الوطن، باعتبارها نصف المجتمع"، كما تطلّع - حفظه الله - في حديث آخر قائلاً أن للمرأة السعودية دورا كبيرا بحيث لا يحكمنا في هذا المجال سوى ميزان الشرع، بما يحقق مصلحة الأمة. بنات الوطن رفعن الرأس وأثبتن أنهن على قدر الثقة والمسؤولية.. و«القادم مذهل» كما حدد الملك الإنسان مسؤوليات المرأة السعودية في أداء واجبات وأداور متعددة لخدمة وطنها كشريكة كاملة في العملية التنموية، قائلاً - حفظه الله: "إن المرأة السعودية تحمل مسؤولية أكثر من واجب، أن تحافظ على استقرار المجتمع، وأن تساهم في بناء اقتصاد الموطن، وأن تمثل هذا المجتمع والوطن خير تمثيل خارجه وداخله، فتكون الأم الحانية والمواطنة البانية، والموظفة المجدة، وتكون في الخارج سفيرة وطنها ومجتمعها ولها في دينها وعقيدتها وقيم مجتمعها أسوة حسنة. وشدد خادم الحرمين الشريفين أيضاً على رفضه التام لأي اتهام يوجه إلى بلاده بالتقليل من شأن المرأة، وقال - حفظه الله - في هذا الشأن: "لن نسمح بأن يقال إننا في المملكة العربية السعودية نقلل من شأن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، ولن نقبل أن يلغى عطاءٌ نحن أحوج الناس إليه"، كما أضاف "إن قيادة هذا الوطن لن تسمح لكائن من كان، أن يقلل من شأنها (المرأة) أو يهمش دورها الفعال في خدمة دينها وبلادها". تكريم سمر بدوي بجائزة شجاعة المرأة الدولية في واشنطن لكن الرسالة الأهم من بين الرسائل التي وجهها خادم الحرمين الشريفين لتأكيد حرصه والتزامه بالارتقاء بمكانة المرأة، وتعزيز مشاركتها ودورها التنموي، جاءت في كلمته التاريخية أمام مجلس الشورى بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة، التي أعلن فيها منح المرأة حق المشاركة في عضوية مجلس الشورى، وكذلك منحها حق ترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية، وكذلك المشاركة في ترشيح المرشحين، وذلك وفق الضوابط الشرعية. وفي هذه الكلمة التاريخية، أصل خادم الحرمين الشريفين شرعاً حق المرأة في المشاركة في صنع القرار التنموي إلى جانب الرجل، بقوله في الخطاب الموجه إلى أعضاء مجلس الشورى: "يعلم الجميع بأن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي مواقف لا يمكن تهميشها، منها صواب الرأي والمشورة، منذ عهد النبوة، دليل ذلك مشورة أم المؤمنين أم سلمة يوم الحديبية، والشواهد كثيرة مروراً بعهد الصحابة، والتابعين، إلى يومنا هذا". وربط - حفظه الله - قراره التاريخي الداعم لمشاركة المرأة برفضه تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في كل مجال عمل، وكذلك تأكيده ثوابت هذه الدولة في الالتزام بالضوابط الشرعية في كل ما يخص المرأة، وكذلك التشاور مع العلماء في هيئة كبار العلماء أو خارجها، الذين استحسنوا هذا التوجه وأيدوه. الممرضة السعودية أثبتت جدارتها في مجال التعليم والتدريب فرص عمل وابتعاث ونالت المرأة المزيد من الدعم في مجال فتح المزيد من فرص التوظيف، حيث أصدرت وزارة العمل ثلاثة قرارات مهمة قرارات حيوية تنظّم عمل المرأة داخل المنشآت والمحال التجارية، تضمنت قَصر العمل في محال بيع المستلزمات النسائية (الملابس الداخلية، وأدوات التجميل) المنتشرة في مختلف مناطق المملكة على المرأة السعودية، واعتماد اشتراطات توظيف النساء في المصانع وتأنيث وسعودة الوظائف الصناعية المناسبة للمرأة، وكذلك إقرار آلية احتساب عمل المرأة عن بعد في نسب توطين الوظائف (السعودة) كأحد المجالات الجديدة التي يمكن أن تعمل من خلالها المرأة، وتنفيذ برنامج الأسر المنتجة، وتوفير الدعم اللازم لإنجاحهما، كما صدر أمر ملكي لمعالجة توظيف مشكلات خريجي الجامعات والدبلومات. كما نالت المرأة المزيد من فرص العمل في عدد من القطاعات الحكومية التي أنشأت أقساماً نسائية خاصة فيها كوزارة العمل والأمانات وبعض القطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة فتح المزيد من مجالات العمل في القطاعين الحكومي أو الخاص أمام المرأة، كما استفادت أخريات من الأوامر الملكية القاضية بتثبيت العاملين والعاملات المتعاقدين أو العاملين على البنود في مختلف الجهات الحكومية. واستفادت المرأة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، أسوة بشقيقها الرجل، حيث قفزت أعداد الإناث السعوديات الدارسات في الخارج منذ انطلاق البرنامج من 4003 إلى 27500 مبتعثة، فضلاً عن إنشاء أول جامعة للبنات في تاريخ المملكة، هي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض. تجاوز الأطر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جعلت مشاركة المرأة تتجاوز الأطر المحددة سابقاً، حيث أصبحت تعتلي المنصة مع الرجل وتشاركه الرأي، وذلك في العديد من المناسبات الثقافية والفكرية التي كانت حافلة بمشاركات ثرية لمثقفات سعوديات ناقشن أهم القضايا الفكرية والثقافية، وقد حملت المرأة على عاتقها همّ مجتمعها في خطوة واثقة بأنّه لا فرق بين الرجل والمرأة، ففي فعاليات مهرجان الجنادرية بالسنوات الأخيره فرضت المرأة السعودية حضورها القوي بجوار أخيها المثقف مؤازرة له في الرأي وداعمة له في التوجه، وغايتهما الجليلة الارتقاء بالثقافة السعودية من خلال الندوات وأوراق العمل التي تناقش الواقع الثقافي السعودي، وقد برزت المرأة بشكل لافت أدهش الجميع بفكرها النير وثقافتها الشمولية، التي طالب فيها عدد من المثقفات بمشاركة المرأة في صناعة القرار وإنشاء مجلس أعلى للمرأة، ووضع برامج للتعريف بحقوقها والتعاون مع الجهات المختصة في ذلك، مؤكداتٍ جميعاً على أنّ هنالك كثير من النجاحات التي تفخر بها المرأة على الصعيد الثقافي والاجتماعي. تكريم آلاء الحريري بجائزة الشرق الأوسط للمرأة القيادية في مجال الإبداع الفني عنصر مهم وحضور المرأة لم يعد مقتصراً على المشاركة في الأنشطة الثقافية فقط، بل تعدى ذلك لتثبت جدارتها في المشاركة بعضوية اللجان ومجالس الإدارة، وأصبحت عنصراً مهماً في الأندية الأدبية بمختلف مناطق المملكة، حيث التحق مؤخراً العديد من المثقفات بمجالس إدارات الأندية في مناطق المملكة، واستطاعت المرأة أن تحوز على مقاعد فيما كانت سابقاً تقتصر على الرجل، وذلك يؤكد أهمية المشاركة في المشهد الثقافي السعودي وعدم اقصائها والتقليل من أهمية حضورها وأنّ هذه الرؤية لم تعد موجودة كما كانت في السابق، والمتتبع لمشاركات المرأة السعودية يجد لها حضوراً لافتاً في كل المحافل الثقافية المحلية والدولية المنظمة في الأسابيع السعودية بمختلف بلدان العالم، التي كان آخرها ندوة "المرأة السعودية التعليم والإعلام والمشاركة الاجتماعية" ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية في ال "يونسكو" ب "باريس"، وشارك فيها نخبة من المثقفات والقياديات السعوديات. قوة الحضور ونجاح المرأة في الجوانب الثقافية والفكرية بات ملحوظاً ولا يقبل الشك، ومن ذلك حضورها اللافت في معرض الرياض الدولي للكتاب سواء كانت قارئة أو مثقفة، كما أنّ المتقصي لواقع المرأة الثقافي يشهد بوضوح تواجدها في الندوات الثقافية ومشاركتها في العديد من الأمسيات الشعرية ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب، حيث كانت المثقفة السعودية حاضرة بقوة؛ ما يعطي دلالة واضحة على فاعلية العنصر النسوي وتأثيره في المشهد الثقافي والاجتماعي، ولم يقتصر نجاح المرأة السعودية على الجوانب الثقافية والفكرية، بل تجاوزها ليشمل المجالات الاجتماعية حيث نالت المرأة السعودية العديد من الجوائز المحلية والدولية نظير مشاركاتها وإبداعاتها ولدورها القيادي في دعم قضايا الاجتماعية والخيرية والإنسانية، وقد تألقت المرأة السعودية كثيراً في مجال التعليم وحققت تقدماً كبيراً ولم يقف أمامها أية عوائق، وانتقلت لمرحلة قيادية ومرحلة صنع القرار حيث تقلدت مناصب كبرى في الجامعات والوزارات ومن أهمها منصب نائب وزير التعليم. المرأة نجحت في الجانب الاقتصادي برغم الصعوبات مشاركة مميزة للمرأة في المؤتمر السعودي العالمي لأمراض وزراعة الكلى مشاركات في دورة تحصين الناشئة من المؤثرات والتيارات الخارجية د. سمر السقاف خلال تكريمها بمناسبة يوم المرأة العالمي