قرار تاريخي ذاك الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يوم أمس في مجلس الشورى بمشاركة المرأة عضواً في مجلس الشورى في الدورة المقبلة ، وكذلك ترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية والمشاركة كناخبة فيها. قرار تاريخي جاء في وقت مناسب من اجل إعطاء المرأة في وطننا حقا هي جديرة به بعد اثباتها لقدراتها في مجالات شتى وتفوقها علمياً وعملياً مما اهلها للمشاركة عضواً في مجلس الشورى وايضاً في المجالس البلدية من اجل ان تشارك بانتمائها وفكرها في صياغة العمل الوطني في صورة تكاملية تسير باتجاه مصلحة الوطن العليا. الخطاب الملكي في مجلس الشورى لايحتاج الى قراءة بين سطوره فقد كان جلياً مفصلاً وتوجيهياً في ذات الوقت استعرض فيه تراث الماضي ومنجز الحاضر وآمال المستقبل ، التراث الذي قاد الملك المؤسس -رحمه الله- فيه رجال الوطن في مرحلة التأسيس لبناء وطن ننعم فيه بالخير الوفير والامن والامان بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الاخلاص في العمل الذي قادنا لما نحن فيه من تنمية متواصلة وبناء للانسان لايحده طموح ولاتوقف عجلة مسيرته عقبات إلا وتم تذليلها . القرارات التاريخية لم تبدأ من الأمس فقد سبقتها قرارات صبت كلها في مصلحة الوطن والمواطن حرصا على تعزيز العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وتلبية لاحتياجات ومتطلبات الشعب لينعم بحاضر كريم ويطمئن إلى مستقبل آمن لأجياله القادمة بإذن الله . ولم تقف كلمة الملك عند حد اصدار القرارات التاريخية بل تعدتها الى متابعة تنفيذها وتحميل المسؤولين وعلى رأسهم الوزراء مسؤولية بعدم التخاذل والاسراع في التنفيذ وايضاً المحاسبة على التقصير وهذا امر يعطي الاطمئنان ان مليارات الريالات التي تنفقها الدولة على المشاريع التنموية لن تذهب الا في مكانها الصحيح طالما كانت القيادة هي من سيقوم بالمتابعة والمحاسبة . كلمة الملك في مجلس الشورى ربطت الحاضر بالمستقبل مستشرفة المقبل من الايام عازمة على مواصلة البناء واتصال بنيانه من اجل ابناء الوطن وبناته "داعية أبناء الوطن المخلصين الذين حملوا الأمانة على أعتاقهم بالحفاظ على هذا الكيان الشامخ بأمنه واستقراره وسلامة قاطنيه ، مستشعرين بأهمية الانخراط في تطوير جميع مرافق الدولة لرفع كفائتها. ورغم ما تم من انجازات ، فإننا نراها اقل من طموحاتنا ، لأننا نطمع بالمزيد بما يعود بالخير الوفير على شعبنا . وبما أننا في عالم متغير ، فإننا عازمون - بعون الله - على الاستمرار في عملية التطوير، وتحرير الاقتصاد ، ورفع كفاءة العمل الإداري، والعمل بسياسات متوازنة لمستقبل مشرق بإذن الله ، وإذ كنا قد حصدنا ما غرسه الآباء والأجداد ، فان مسؤوليتنا تتعاظم ، فالكم ليس مهما بقدر أهمية نوعية المحصول ليجني الأبناء والأحفاد الفائدة القصوى منه ." هي نظرة بعيدة المدى تفكر بالحاضر كما المستقبل وتخطط له وتحدد الاتجاه بالكيف لا الكم . وشدد الملك على إن استقرار الوطن ووحدته هو صمام الأمان - بعد الله - داعياً الى نبذ النعرة القبلية "واللعب على أوتار الصراع المذهبي ، فضلا عن تصنيف فئات المجتمع وإطلاق نعوت ومسميات ما انزل الله بها من سلطان ، ناهيك عن استعلاء فئة على فئة أخرى في المجتمع ، كلها أمور تناقض سماحة الإسلام وروحه ومضامينه . إن التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز مضامينها أمر له ضرورة وأولوية ، وعلى كل منا أن يضعه نصب عينيه " ، واشاد الملك بنجاحات الجهات الامنية وقدرتها على مواجهة فلول الإرهاب ، فالوطن _ بحمد الله _ في ايد امينة قادرة على حمايته ومنجزاته ومكتسباته وامن مواطنيه من عبث العابثين . قد تكون تلك النقاط ابرز ماجاء في الخطاب الملكي الذي كان ضافياً شمل كل مايهم الوطن والمواطن في شتى المناحي التي تتعلق بالتنمية والمكتسب الوطني. كلمة اثلجت قلوبنا بمضامينها وقوة معانيها وكلماتها وزادت ثقتنا بقيادتنا وحكمة قرارها واستشرافها للمستقبل .