كان حضور رئيس الاتحاد القطري لمواجهة منتخب بلاده الاولمبي امام المنتخب السعودي "الاربعاء" الماضي كافيا ليكشف بوضوح اهتمام اتحاد الكرة في بلاده بالوقوف خلف فريقه الذي يسعى الى ان يحقق له آمال الوصول الى اولمبياد لندن 2012، وهذا الحضور اعاد اذهان الرياضيين السعوديين مواجهة المنتخب السعودي الاول ونظيره الاسترالي في الدمام في الثامن من شوال الحالي ضمن التصفيات النهائية المؤهلة مونديال 2014 يومها أخذ ينادي مسؤولي واعضاء اتحاد الكرة بشحذ همم الجماهير والاعلام بالحضور ومؤازرة "الاخضر" والاتحاد صفا واحدا في تلك الموقعة المهمة التي انتهت استرالية 3-1، وعلى الرغم من ذلك الا ان اعضاء الاتحاد السعودي لم نر منهم أحد لاسباب لاتعرفها الجماهير التي اصبحت لاترى اي بوادر توقف نزيف الاخفاقات منذ مونديال 2002، واللافت ان الخسارة من استراليا لم تعط حقها من حيث بحث الاسباب إذ انقسم الاعلام الى اقسام عدة، عاطفي ظن ان التغيير في ادارة المنتخبات سيقود "الاخضر" الى واقع جميل خلال فترة وجيزة لذلك انصدم من الخسارة وأخذ يتخبط يمنة ويسرة، واعلام ساذج ومتربص يريد أن يستغلها هذه الخسارة لعزل اطراف عن المسؤولية و"تدبيسها" في اطراف اخرى تنتمي الى اندية معينة، اما الطرف الثالث فهو اعلام "تمسيح الجوخ" و"اعلام الاصدقاء" الذي يدافع عن الباطل ولايجرؤ على قول كلمة الحق، انما يحاول حجب الصور الحقيقية عن المسؤولين بهدف التقرب لهم والاستمرار حولهم وحواليهم، وهذه الفئة هي الاخطر والاكثر ضررا لانها لاتفكر الا بنفسها وكيف يرضى عنها المسؤول وتكون قريبة من اللجان. في مواجهة المنتخب السعودي الأولمبي حضر رئيس اتحاد الكرة القطري وغاب اعضاء الاتحاد السعودي؟! غياب ليس له مبرر! اما السبب الرابع الذي جعلنا نتلقى الثلاثة من استراليا فهو التهيئة النفسية التي لم تكن على مايرام في مواجهة استراليا إذ شاهدنا تشتتنا ذهنيا لدى اللاعبين وغيابا ملحوظا من اعضاء الاتحاد السعودي عن حضور المباراة وكأن المواجهة لاتعني سمعة الكرة بشيء، نقلنا اللقاء الى الدمام بهدف وضع "الكنغر الاسترالي" تحت لهيب الحرارة ومحاصرة الرطوبة، واذ بالكثير من اعضاء اتحادنا العزيز هم من يغيب عن هذه الاجواء ليطير الضيف بالنقاط من خلال فوز عريض بينما استمررنا وسط رطوبتنا وآثار الخسارة. تصوروا المواجهة "مونديالية" ومنتخبنا في طور الانتشال من اخفاقاته السابقة والمسؤولين يطالبون الاعلام والجماهير بوقفة رجل واحد خلف "الاخضر"، ما الذي حدث بعد هذه المطالبة؟، الكثير من اعضاء اتحادنا العزيز لم نرهم يقفون خلف الاخضر بالصورة المطلوبة، لم نر الا المسحل بعد اللقاء ينتقل من قناة الى اخرى يلف رقبته الشال الاخضر للاجابة عن التساؤولات حول اسباب الخسارة. في مباريات مضت لبعض الاندية السعودية شاهدنا التفافة خلف الشباب والنصر والاتحاد والهلال، وكان هناك موقف وطني صادق يعبر عن المشاعر المغموسة بشغف التطلع الى الانتصارات، فلماذا غاب هؤلاء الاعضاء والكل يعرف اثر ذلك على معنويات اللاعبين، إلا اذا كان هم يرون ان دورهم فقط في المكاتب والاجتماعات والتصريحات فنحن لم نلمس اي عمل ايجابي حتى الآن يخرج من ادراج هذه المكاتب، واذا كان هم يظنون ان هذه مجرد مباراة من الممكن التعويض فليس من اللائق ان يحثوا الجماهير والاعلام على الحضور خلف "الاخضر" وهم اول من يغيب. جمال "الاولمبي" ليس مغريا! ماذا لو شاهد اللاعبين السعوديين واجهزتهم الفنية والادارية اعضاء الاتحاد بأكملهم يتزاحمون في منصة ملعب الامير محمد بن فهد بالدمام واستاد الملك فهد بالرياض ؟ هل سنشاهدهم بتلك الصورة الباهتة والخطى المتثاقلة والروح الهابطة والالعاب الفردية والتمرير العشوائي وترك الخصم يلعب بارتياح بالنسبة ل"الاخضر الكبير"، حتما ستتغير الصورة وسيخجل اللاعبون وسنخرج بنتيجة افضل او على الاقل لانخسر بثلاثة، اما "الاولمبي الاخضر" فعلى الرغم من انه كان جميلا في طلته ومغريا في ادائه وجاذبا لكل محب ل"الكرة الخضراء" وباعثا للأمل الا اذا كان الاعضاء تكاثروا عليه الحضور الى الملعب في "قلب الوطن" والشحذ من همم اللاعبين اسوة بالمنتخب القطري الذي حضر مع رئيس اتحاده وهو يلعب خارج الحدود، لذلك اقتصر الحضور على اللاعبين والاجهزة الفنية ومحمد المسحل وامين اتحاد الكرة والجماهير وبعض الاعلاميين، اما بقية الاعضاء فربما لم يعلموا عن موعد المباراة هكذا علق أحد الخبثاء، وقبل ان نلوم الجماهير لماذا لم تحضر؟ فلا بد ان يكون اعضاء الاتحاد على المباريات التي تقام في السعودية انموذجا للحضور في المباريات الرسمية التي يترتب عليها التأهل الى نهائيات قارية واولمبية وعالمية، فحضور المسؤول او العضو كاف لاشعار فتيل الحماس لدى اللاعبين والحرص على تحقيق نتيجة مرضية.