يمثل إعلان صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار في حفل انطلاق فعاليات (سوق عكاظ الثقافي) عن صدور الموافقة الكريمة بتشكيل لجنة حكومية عليا لتقديم مشروع تطويري شامل لمحافظة الطائف، فرصة كبيرة للمسؤولين بالمحافظة لتشكيل فريق عمل مشترك يتولى تحديد احتياجات تطوير الطائف سياحياً واقتصادياً بشكل عام وبحيث لايقتصر ذلك على المشاريع التي ستبحثها اللجنة أو تتعلق بالجهات الحكومية، وإنما يشمل المشاريع الاستثمارية للقطاع الخاص والتي يتطلع إليها جميع السياح وزوار المحافظة بالعدد والمستوى المطلوبين وتحتاج لتنظيم وتطوير لكونها أهم متطلبات الجذب السياحي . فمع أن محافظة الطائف تعتبر من أقدم المدن السياحية وبوابة لمكةالمكرمة، إلا أن التطور السياحي بها لم يواكب التطور الذي حدث بالمدن السياحية الأخرى وخصوصاً في نشاط الشقق المفروشة وتنوع وتقدم الأنشطة السياحية، فعلى الرغم من وجود العديد من الشقق المفروشة بالطائف، إلا أن المستوى اللائق والفاخر للشقق والأثاث والخدمات مازال محدوداً وبأسعار عالية, ويتعذر أيضاً على معظم السياح والزوار المتجهين لمكة الحصول على حجز بها معظم أيام العطل والإجازات، ومع انتهاء ازدواج طريق الكر- الهدا وتفضيل السياح والمعتمرين للذهاب لمكة عبر هذا الطريق توقع الجميع انطلاقة سياحية متطورة بالمحافظة بإنشاء مساكن فاخرة وترميم راقٍ للشقق القديمة وإعادة تأثيثها كما حدث بالشقق المفروشة بالدمام والخبر وجدة، إلا أن الوضع استمر على المستوى السابق عدا ارتفاع الأسعار، وهو ماتسبب في عدم استمتاع السياح وأسرهم بالمطاعم والسكن النظيف والفاخر والذي أصبح من مقومات نجاح الرحلات السياحية للعائلات. وإذا كانت هناك جهود من الدولة ستبذل لتطوير محافظة الطائف ومشاريع ستنفذ للمواقع الأثرية والتاريخية، فإن عملية التطوير الحكومية التي يجب الاستفادة منها أن تكون متكاملة ومتزامنة مع مايحتاجه السائح من القطاع الخاص مثل السكن والمتنزهات ومدن الألعاب والمطاعم.. والتي يستلزم أن تكون بالمستوى المطلوب حاليا وتدعم بأنظمة بناء مشجعة اقتصاديا وفرص المنافسة بين المستثمرين لتنويع الأفكار السياحية وتحقيق ايجابية المنافسة في مستوى وأسعار الخدمات، فالأسر لم تعد كالسابق تكتفي بطبيعةٍ وأجواء باردة وسكن متوفر مقبول وألعاب تقليدية! كما أن الطائف مقبلة على موسم سياحي مميز ولمده تقارب ال (10) سنوات بسبب تزامن الإجازات الدراسية مع شهر رمضان وتفضيل المواطنين صيامه داخل المملكة وقرب مكةالمكرمة وهو مايوفر جدوى اقتصادية للمشاريع السكنية والسياحية الجديدة. وإذا كان احد معوقات الاستثمار بالفنادق والشقق المفروشة الفاخرة التي نطالب بتوفيرها بمدننا السياحية ومنها الطائف وبأسعار مناسبة هو محدودية أيام استثمارها على مدى العام وعدم تحقيقها للعائد الاقتصادي المقبول، فإنه لإنجاح خطط تطوير المدن السياحية ومنها الطائف فإن الأمر يتطلب خلق مجالات استثمارية جديدة ترفع العائد من ما ينفق بتلك المدن، ولذلك اقترح على الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تتبنى فكرة الطلب من الجهات الحكومية والخاصة بإقامة اجتماعاتها الدورية وندواتها ودوراتها ومؤتمراتها التي تتم خلال العام (عدا مواسم الإجازات) في المدن السياحية الصيفية كالطائف وأبها والباحة لرفع العائد من الاستثمار في الشقق والفنادق الراقية وبحيث تلتزم بأسعار مناسبة للسياح خلال أشهر الصيف، فخلال العام الدراسي الماضي شاركتُ في احدى المناسبات بأبها وتعذر علي الحجز لسكن في الفنادق والشقق المفروشة بأبها بسبب تزامن تلك المناسبة مع اجتماع لمديري التعليم بمناطق المملكة وهو ما ساهم في إشغال الفنادق والشقق عدة أيام وكان له تأثير اقتصادي جيد على عدة أنشطة كتأجير السيارات والمطاعم والأسواق..، وقد يكون من المناسب دراسة ذلك المقترح خاصة وأننا نرى دولا تعتمد في جزء من اقتصادها على إقامة المؤتمرات والاجتماعات الدولية بمدنها لجذب الأموال واستمرار الحركة الاقتصادية في أنشطة متعددة لديها.