أفادت مصادر اعلامية صباح الجمعة أن هناك أنباء غير مؤكدة ترددت بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيتوجه اليوم إلى الشعب بخطاب تنحيه عن السلطة، وذلك بعد أن يعقد اجتماعا عصر اليوم مع قيادات حزب المؤتمر الشعبى الحاكم. وكان سلطان البركانى، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبى الحاكم في اليمن، نفى يوم السبت الماضي أن يكون قد أعلن عن تنحى الرئيس على عبد الله صالح عن السلطة، مشيرا إلى أن حديثه فهم خطأ، وأنه تحدث فقط عن إجراء انتخابات مبكرة حسبما تم الاتفاق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد والأوروبى. وقال البركانى، فى تصريح خاص لقناة "الجزيرة" الإخبارية: إن ما تردد مؤخرا على لسانه بشأن تنحى الرئيس صالح لا أساس له من الصحة، وأنه لم يدلِ بأى تصريحات بهذا الأمر إطلاقا، إنما تحدث عن إمكانية تحديد موعد الانتخابات خلال أيام". وأضاف تم الاتفاق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى على أن يكون هناك انتخابات مبكرة، لكن الرئيس صالح سيظل فى الحكم حتى يتم إجراء الانتخابات، ومن ثم يقوم بعدها بتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد المنتخب وفقا للدستور اليمنى". يأتي ذلك في الوقت الذي قال التليفزيون اليمني إن الرئيس صالح عاد إلى البلاد بعد رحلة علاج قضاها في المملكة العربية السعودية إثر تعرض مسجد بالقصر الرئاسي في صنعاء لانفجار أودى بحياة العديد من المسئولين، فيما أصيب صالح إصابات بالغة نقل على إثرها للمستشفى في أوائل شهر يونيو الماضي. وعلى جانب آخر، قال شهود إن معارك ضارية نشبت بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقوات الفرقة المدرعة الأولى الموالية للثوار اتسع نطاقها داخل العاصمة اليمنية صنعاء خلال الليل وصباح يوم الجمعة ليصل عدد القتلى من خمسة أيام من العنف إلى أكثر من 100 شخص. وقال متظاهرون ان قذيفة مدفعية او اثنتين اصابتا خلال الليل الطرف الجنوبي لمعسكر ساحة التغيير متسببة في مقتل شخص واحد. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان بمدينة صنعاء أن ستة اشخاص على الاقل قتلوا مع احتدام المعارك يومي الخميس والجمعة ووقوع انفجارات شديدة وإطلاق رصاص في حي الحصبة بصنعاء الذي يعيش فيه الزعيم القبلي المناوئ لصالح صادق الأحمر. وقال طبيب في عيادة في ساحة التغيير ان قناصة يكمنون في الطوابق العليا للمباني قتلوا اربعة محتجين واصابوا 14 اخرين بجراح في انحاء الساحة. واشعل محتجون غاضبون النار في منزل ظنوا ان قناصة يختبئون فيه بينما نظم مسعفون حملة للتبرع بالدم من اجل الجرحى. وقتل حارس في منزل احد شخصيات المعارضة ايضا حينما قصفت قوات موالية لصالح منزله. وقالت وزارة الداخلية ان سبعة اشخاص قتلوا حتى عصر يوم الخميس منهم جنديان من القوات الحكومية ومسلحان من رجال القبائل الذين يقاتلون الى جانبهم. وهزت المعارك المسلحة والتراشق المدفعي بين القوات الحكومية والجنود الذين يساندون حركة الاحتجاج مناطق قرب "ساحة التغيير" وهو الاسم الذي اطلقه المتظاهرون على الشارع الذي يعتصم فيه الالاف منذ ثمانية اشهر. ومن المتوقع ان يعود المحتجون إلى الشوارع خلال صلاة الجمعة الامر الذي يثير مخاطر وقوع مزيد من المواجهات بين القوات الموالية للرئيس على عبد الله صالح والنشطاء المطالبين برحيله. وعلى صعيد سياسي، التقى وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبد الله القربي في واشنطن رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي السيناتور كارل ليفين. وبحث الطرفان العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين صنعاء وواشنطن وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة وأبرزها التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب والتدريب والتأهيل العسكري والأمني.