من المؤكد أن الاحتفال اليوم بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يأتي هذا العام مختلفاً كلياً عن كل الأعوام الماضية .. ومن المؤكد أن الشعور الوطني الاجتماعي الداخلي بهذه الذكرى سيكون إن شاء لله مختلفاً وأكثر إيجابية إن شاء الله عن كل الأعوام الماضية!! ففي هذا العام .. وخلال هذه الأيام الكل يدرك أن الأمة العربية تعيش في ظل أحداث غير مسبوقة في طبيعتها وفي مجرياتها .. ويعاني العرب من تداعيات سياسية وأمنية متلاحقة تراكمت في ظروف مختلفة عن كل الأعوام السابقة .. وهذه جميعها عوامل جعلتنا كسعوديين ندرك قيمة وأهمية ومكانة وحجم احتفالنا - في ظل هذه الظروف الصعبة . فهذه الذكرى هي مناسبة عطرة وعزيزة على قلوبنا جميعاً نحن السعوديين وتوارثناها جيلاً بعد جيل وسنبقى كذلك دوماً إن شاء الله .. هذه المناسبة هي مناسبة يوم إعلان اكتمال توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله بعد مرحلة كفاح وجهاد طويلة ومضنية وشاقة امتدت على مدى أكثر من ثلاثين عاماً أثمرت بتوفيق الله عن توحيد وطن أصبح اليوم مناراً للإسلام والسلام والخير !! إن احتفالنا وفرحتنا وسعادتنا كسعوديين اليوم بهذه الذكرى في ظل الظروف والأحدث الراهنة التي تحيط ببلادنا من كل جهة إنما نؤكد للعالم بأسره حقائق كثيرة أولها نعمة الاستقرار التي ننعم بها في هذا الوطن سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً وهذه ولله الحمد من أهم وأول مقومات العيش الآمن في أي وطن في هذا العالم .. والاحتفال الذي يجسده السعوديون اليوم في هذه الذكرى في ظل هذه الظروف الراهنة إنما يقدم صوراً ورسائل واضحة وصريحة بكل فخر للعالم عن طبيعة هذا الوطن وعن حقيقة هذه البلاد من كافة الجوانب .. وهي صور تحمل حقائق غنية وواضحة من التلاحم والمحبة والعلاقة بين شعب وقيادته في أروع وأعظم المعاني التي قد لا تجد لها مثيلاً اليوم في هذا العالم .. وهو تلاحم بني على أسس راسخة تاريخية واجتماعية وتوارثها أبناء هذا الوطن عن أباء وعن أجداد !! إن احتفالنا كسعوديين بهذه الذكرى في ظل هذه الظروف إنما هو أكبر نعمة من المولى القدير .. ومراسم الاحتفالات التلقائية والطبيعية التي نعيشها في هذا اليوم هي أكبر وأبلغ من مجرد شعارات وقصائد وأغانٍ وأناشيد وإجازة بل ان المناسبة اليوم - في ظل هذه الظروف الراهنة - إنما هي صور تعبيرية مصغرة تحكي للعالم مباشرة بكل صدق وبكل وضوح وصراحة قصة وطن وقيادة وشعب توارث الحب والولاء والتضحية وهي صفات ومبادئ بنيت على أسس راسخة عبر سنوات طويلة جداً أسسها الأجداد وحمل أمانتها الآباء واليوم يواصل الأبناء نقل هذه المسئولية وهذه الأمانة إلى الأحفاد لتواصل هذه البلاد وهذا الوطن ان شاء الله مسيرة الخير والوفاء لعهد مؤسسها رحمه الله !! لذلك فإن الاحتفال السعودي في ظل هذه الظروف الصعبة والحرجة إنما هو مكسب عظيم يجب أن نحميه وان نحافظ عليه ونعي جيداً أبعاده .. والأهم من ذلك أن نحمله لأجيالنا القادمة فنحن نعيش في وطن وهبه الله نعماً أهمها نعمة خدمة بيت الله ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وكذلك نعمة الثروة وهذه والله كلها نعم تستحق المحافظة عليها وأهم أسس المحافظة هو الشكر لله سبحانه وتعالى والتذكر دوماً بما يدور اليوم في هذا العالم من أحداث وظروف .. وأن ندرك أن أساس المحافظة على هذه النعمة هو الاستقرار . حفظ الله هذا الوطن قيادة وشعباً بدينه وبقدراته وبتاريخه وأدام عليه نعمة الاستقرار والأمن والخير ونعمة التلاحم والوحدة بين القيادة والشعب !!