مازال تفكيرنا وأسلوبنا في امتلاك المنزل يبدأ بشراء قطعة الأرض ثم البحث عن مهندس ليقوم بالتصميم وبعد أن نجده وتنتهي التصاميم نبدأ بالبحث عن مقاول لينفذ البناء واحياناً لا نكتفي بمقاول واحد بل بعدة مقاولين، كل منهم ينفذ جزءاً من البناء أو مرحلة منه. ونرهق أنفسنا بالبحث عن المواد الخام وشرائها وإحضارها للموقع وتوظيف حارس ليقوم بحراستها. وبدون معرفة أو سابق خبرة ننصب أنفسنا مطورين ومهندسين ومشرفين، نرتكب خلال فترة بنائنا لبيت العمر أخطاء مكلفة مادياً ومهدرة للوقت والجهد ومرهقة ومتلفة للأعصاب. والمتبع في معظم أنحاء العالم هو أن نبدأ بالبحث عن مطور لديه مشاريع تتواكب مع تطلعاتنا وميزانياتنا، وبعد أن نجده ونتفق معه على ما وقع عليه اختيارنا، تأتي المرحلة التالية بالبحث عن بنك أو شركة تمويل لديها برامج تمويلية عقارية تتناسب وقدراتنا المالية، وأحياناً يختصر المطورون على عملائهم عملية البحث ويوفرون عليهم الوقت والجهد بالتحالف مع شركات للتمويل تكون لديها فروع ومتواجدة في مكاتب المطورين، وقد تمت مراجعة اتفاقياتهم وعقودهم من قبل محامي شركات التطوير نفسها حرصاً على مصالح عملائها بانتقاء أفضل السبل لهم وأوفرها. شراء بيت العمر عن طريق شركات التطوير له مزايا عديدة، أهمها توفير التكلفة فالتصاميم متقاربة والأرض حصل عليها المطور بحكم خبرته وتخصصه بسعر منخفض. شراء المواد الخام بكميات كبيرة من قبل المطور تمكنه من الحصول على أسعار أفضل من الأفراد. والميزة الأهم خبرته وتخصصه تجعله قادراً على تقديم منتوجات خالية من الأخطاء والعيوب. المشكلة عندنا أننا لم نعتد على أسلوب التطوير الجماعي وليس لدينا عدد كبير من المطورين ولا يطرح علينا مشاريع مغرية ولا تقدم لنا تسهيلات تشجعنا على الإقدام على شراء بيوتنا من شركات التطوير بدلا من بنائها بأنفسنا. مع قلة عدد شركات التطوير تعاني أغلبها من عدم المهنية والحرص على سمعتها وكسب ثقة العملاء بالمصداقية والحفاظ على الوعد. معظم شركات التطوير لدينا منهجها الجشع والطمع في الكسب السريع وليس تخفيض التكلفة وطرح مشاريع مغرية وتسهيلات مشجعة على الشراء. والأدهى أنها شركات متضخمة داخلياً تمنح رواتب خيالية وحوافز مالية لكبار إدارييها ولا تحاسبهم على التأخير وعدم المهنية!