حينما اعتزل يوسف خميس الكرة في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي ظن كثيرون بأن هذا اللاعب الهادئ حد التجمد سيركن إلى نفسه وسينغلق عليها، فهو لم يكن طوال مسيرته الكروية من نوعية اللاعبين الذين يبحثون عن أمجاد شخصية، رغم ما حققه من نجومية مع ناديه النصر أو المنتخب السعودي، بيد أنه كسر كل التوقعات فقد سجل نفسه وبسرعة فائقة واحداً من أهم المدربين الوطنيين، إذ حقق بطولات مهمة أبرزها فوز نادي الشباب تحت قيادته ببطولة الخليج للأندية في العام 1993 في البطولة التي أقيمت في الكويت، وكذلك فوزه مع نادي النصر بعد عام واحد ببطولة الدوري السعودي، وهو آخر بطولة دوري يحققها النادي. وبتحول يوسف خميس أو "شبح الملز" وهو اللقب الذي أطلقه عليه المعلق الفسطيني الراحل أكرم صالح من التدريب إلى العمل الإداري فقدت الكرة السعودية مشروع مدرب كبير، بيد أنه لم يطل المقام به في هذا المنصب إذ تحول بعد ذلك للعمل كمحلل تلفزيوني. وبدا يوسف خميس وكأنه قد حمل معه إلى استديوهات التحليل عصا "المايسترو"، وهو اللقب الذي عرف به أيضاً حينما كان أحد أبرز نجوم خط الوسط في الملاعب السعودية؛ إذ سرعان ما اختطف النجومية فيها، حتى عدَّ واحداً من أفضل المحللين للدوري السعودي، بل أفضلهم على الإطلاق.