تبقي قوات النظام الليبي الجديد طوقها على سرت كما دخلت بني وليد مجددا الاثنين، المعقلين المواليين للعقيد معمر القذافي حيث يعتقد ان بعض ابنائه يختبئون فيهما. وعلى الرغم من تقدم قوات النظام الجديد ميدانيا، الا ان الشكوك تبقى قائمة بالنسبة للوضع السياسي. فقد ارجئ الاعلان عن حكومة انتقالية جديدة حتى اشعار اخر مساء الاحد اذا فشل القادة الجدد في التوصل الى اتفاق حول تشكيلة هذه الحكومة ، وعزا المراقبون ذلك التاخير الى عدة اسباب منها التوزيع المناطقي للمناصب الوزارية ورفض الجمع بين حقيبتين وزاريتين وهو مارشح عن تولي محمود جبريل رئاسة الوزارة مع احتفاظه بحقيبة الخارجية . واوضح المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي تعترف به الاممالمتحدة ممثلا للشعب الليبي، في مطلع ايلول/سبتمبر انه يعتزم البقاء في السلطة حتى تنظيم انتخابات بعد ثمانية اشهر لاختيار مجلس تأسيسي، قبل اجراء انتخابات عامة بعد ذلك بعام. وليس من المفترض ان تبدأ مهلة الثمانية اشهر الا بعد ان تعلن السلطات الجديدة التي تقول انها تسيطر على 90% من الاراضي الليبية "تحرير" كل البلاد. واعتبرت فرنسا امس "طبيعيا ومشروعا" ان يأخذ تشكيل الحكومة الليبية الجديدة وقتا، وذلك غداة عدم توصل القادة الليبيين الجدد الأحد الى التفاهم على تشكيلتها. واعلن مساعد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان ندال في ندوة صحافية ان "كل عملية ديموقراطية تقتضي مناقشات وحوارات ومن الطبيعي والمشروع ان ياخذ تشكيل حكومة تمثل ليبيا بكاملها وقتا، ان ذلك يحصل حتى في الانظمة الديمقراطية العريقة ما بالك بأنها مهمة صعبة في بلد شهد نحو 42 سنة من الدكتاتورية". واضاف "نواصل عبر مبادلاتنا مع المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي حثهم على تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، تكون ممثلة وعملانية". وكان مفترضا اعلان تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة الاحد. من جانبه اعلن موسى ابراهيم المتحدث باسم نظام القذافي ان القوات الموالية حققت في الايام الماضية انتصارات "نوعية" عدة ضد "مرتزقة الناتو". وقال في اتصال هاتفي مع قناة الرأي في سوريا "عندما اندحرت عصابات الناتو وضعف اداؤها ضعفا شديدا تقدم مرتزقة الناتو بشكل استثنائي من دولة قطر وحاولوا عمل انزال في الجبهة الخلفية لمدينة بني وليد وفشلوا فشلا ذريعا وتم القبض عليهم". واضاف ان "مجاهدي" النظام كانوا قبضوا على 17 "مرتزقا" في بني وليد "غالبيتهم من الفرنسيين وبريطانيين اثنين وآسيوي وقطري". وكانت لندن اعلنت الاثنين انها غير قادرة على تأكيد هذه المعلومات. وفي بني وليد على بعد 170 كلم جنوب شرق العاصمة، وقعت معارك عنيفة الاثنين بين قوات المجلس الانتقالي وانصار القذافي، حسبما اعلن عبد الله كنشيل المسؤول المحلي في السلطات الجديدة. وصرح كنشيل لوكالة فرانس برس ان "الثوار دخلوا بني وليد هذا الصباح وهم يخوضون معركة عنيفة"، مؤكدا ان تحرير هذه الواحة المترامية سيتم "في اليومين المقبلين". واضاف ان المقاتلين الذين يدافعون عن المدينة "معظمهم مرتزقة من تشاد والنيجر وتوغو، بحسب الجثث التي تم العثور عليها". واضاف ان المفاوضات جارية للسماح للمدنيين الذي قدرهم بقرابة 50 الف شخص بمغادرة المدينة. وكرر كنشيل القول ان سيف الاسلام احد ابناء القذافي شوهد في بني وليد وان العقيد القذافي يمكن ان يكون متواجدا هناك. والسبت، تعرضت طائرة شحن عسكرية تركية لاطلاق نار من مضادات فوق ليبيا اثناء قيامها بالقاء مساعدات انسانية في هذا البلد بدون ان يسفر الحادث عن اضرار او اصابات، على ما افادت وكالة الاناضول للانباء. وفي سرت، على بعد 360 كلم شرق طرابلس، كان مقاتلو المجلس الانتقالي يحاولون خصوصا ضمان امن الشوارع الرئيسية للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة وللتمكن بالتالي من الرد على القصف المدفعي الثقيل من قبل قوات القذافي، بحسب قائد احدى فرق المقاتلين. ويعتقد المقاتلون ان معتصم وهو احد ابناء القذافي ويعمل طبيبا وكان منخرطا في الجيش، موجود في احد الاحياء الجنوبية للمدينة. الا ان مصير القذافي وابنائه وقد لجأ ثلاثة منهم الى الجزائر والنيجر وهناك شكوك بمقتل اثنين منهم، لا يزال يثير شائعات عدة. وسرت مسقط رأس القذافي الذي توارى عن الانظار منذ دخول الثوار الى طرابلس في 20 اب/اغسطس. وكان قائد رفيع المستوى اعلن السبت ان 6 الاف مقاتل على الاقل شاركوا في معركة سرت. لكن ميدانيا، اشار احد هؤلاء القادة الى انهم بالكاد يسيطرون على "5%" من المدينة وكل ما يقومون به هو "الدخول ثم الخروج". واعلن الحلف الاطلسي الذي يشن غارات جوية منذ اواخر اذار/مارس بتفويض من الاممالمتحدة لحماية السكان المدنيين، في تقريره اليومي انه شن الاحد غارات جوية على سرت وودان إحدى كبرى مدن واحة الجفرة (300 كلم جنوب مصراتة).