حكمت محكمة جنايات القاهرة امس بالسجن لمدة ثلاث سنوات على وزير السياحة المصري السابق زهير جرانة في قضية فساد أدين فيها بالحصول للغير على ربح ومنفعة من عمل من أعمال وظيفته. وكانت نيابة الأموال العامة العليا أحالته للمحاكمة قبل شهور قائلة إنه أصدر وعدل مئة ترخيص لشركات سياحة بعضها مملوك لأقارب له بالمخالفة لقرار وزاري بوقف إصدار التراخيص. وفي وقت سابق صدر حكم على جرانة بالسجن لمدة خمس سنوات في قضية فساد أخرى. وحضر الجلسة مرتديا ملابس السجناء الزرقاء وراح يجوب قفص الاتهام وقد بدا عليه الارتباك الشديد. وبعد النطق بالحكم قال بصوت خافت "حسبي الله ونعم الوكيل". وقالت نيابة الأموال العامة العليا إن جرانة منح التراخيص المخالفة عن طريق الوساطة والمحسوبية. وحكمت المحكمة أيضا بعزل الوزير السابق من وظيفته الأمر الذي يعني حرمانه من العائدات المالية عن سنوات خدمته. كما ألزمته بنشر الحكم على نفقته الخاصة في صحيفة يومية فيما يبدو أنه إعلام جبري للرأي العام بالحكم في القضية. وقبل النطق بالحكم قال المستشار محمد صبري حامد رئيس المحكمة في إشارة إلى مبارك (83 عاما) "إن من كانت بيده سلطة محاكمة الوزراء قد اصابه هو أيضا الفساد وعجز عن محاكمة وملاحقة المفسدين منهم ولم يقو على وضع حد لمن يحسبون أن الدولة ضيعة من ضياعهم ليس لهم فيها شريك". في شأن اخر ذكرت صحيفة الأهرام امس أن التحقيقات واعترافات المتهمين في حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية الجمعة قبل الماضية كشفت تورط "شخصية ثرية" في تحريض أعداد كبيرة من الشباب مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 5 و11 ألف جنيه لكل شخص مقابل مهاجمة السفارة وإثارة الفوضى. ونقلت الصحيفة عن مصدر قضائي مسؤول أن المقبوض عليهم أدلوا بأسرار مثيرة عن الساعات التي سبقت الحادث، حيث تم تجميعهم مساء الخميس قبل الحادث عند ميدان الرماية بمنطقة الهرم على شكل مجموعات، ولم تكن كل مجموعة تعرف الأخرى نظرا لاختلاف المناطق التي تجمعوا منها. وأوضح المصدر أن الأتوبيسات تحركت باتجاه طريق الإسكندرية الصحراوي وبعد نحو نصف ساعة بعد البوابات تم نقل الأشخاص بواسطة سيارات نصف نقل إلي إحدى المزارع الخاصة. ويؤكد المصدر المسؤول أن الأفراد التقت بهم شخصية قالوا إنها "يبدو عليها الهيبة" -حسب تعبيرهم- وقال لهم إنه لابد من الثأر لأولادنا الذين قتلوا على الحدود مع إسرائيل ولابد من طرد السفير الإسرائيلي. وأوضحت اعترافات الشباب أنهم تناولوا وجبة عشاء فاخرة ثم تسلم كلا منهم ظرفا مغلقا به مبالغ تتراوح بين 5 إلى 11 ألف جنيه.