اعلن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عصر الاحد إرجاء اعلان الحكومة الانتقالية في ليبيا. وقال جبريل في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي ان اعلان الحكومة الانتقالية "ارجىء لاستكمال المشاورات". وكان عقد اجتماع بعد ظهر الاحد في بنغازي بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل وجبريل واعضاء آخرين في المجلس تمهيدا لاعلان التشكيلة الحكومية. وكانت قنوات ليبية محلية خاصة افادت قبلا ان اعلان الحكومة الانتقالية "سيتم الاحد وانها ستضم 30 عضوا من مختلف مناطق ليبيا" واضافت احداها ان الحكومة الجديدة "ستضم نساء". وذكرت قناة النظام الجديد التلفزيونية "ليبيا الحرة" ان الحكومة الجديدة ستعلن الاحد وستكلف ادارة المرحلة الانتقالية في انتظار انتخابات وصياغة دستور جديد. وذكرت مصادر في مكتب الشؤون الخارجية التابع للمكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي أن محمود جبريل سيتولى منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الحكومة الجديدة. وكشفت المصادر لصحيفة "قورينا" أن بالقاسم النمر تولى حقيبة البيئة ، كما عين محمود شمام ناطقا إعلاميا ومستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء. كما تولت أم العز الفارسي حقيبة مؤسسات المجتمع المدني ، وتم استبعاد سالم الشيخي من الحكومة الجديدة التي من المتوقع أن تكون حكومة وفاق وطني. ووفقا للصحيفة ، فسوف يعقد اجتماع موسع لعرض التشكيل على المجلس الوطني الانتقالي ، وإذا وافق عليه فإن إعلانه سيتم خلال أيام قليلة. من جهته كشف مسؤول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام ل"قدس برس" النقاب عن أن النقاش بشأن الحكومة الليبية الجديدة شمل جميع التيارات السياسية الليبية ، وأن التشكيلة تتضمن ممثلين عن الثوار. وجرت مشاورات مكثفة في بنغازي (شرق) بين اعضاء المجلس الوطني الانتقالي لوضع اللمسات الاخيرة على الحكومة الانتقالية فيما تحاول قوات المجلس التغلب على فلول نظام معمر القذافي التي تبدي مقاومة عنيفة في آخر معاقلها. طفل ليبي يرفع علامة النصر وهو يردد النشيد الوطني الجديد لليبيا في الطابور المدرسي ( ا ف ب) ووسط تكتم شديد يحاول اعضاء المجلس بقيادة رئيسه مصطفى عبد الجليل "تذليل الخلافات القائمة بين القوى المكونة للمجلس" لاعلان تشكيل الحكومة لتنطلق الفترة الانتقالية الجديدة التي من المقرر ان تستمر ثمانية اشهر، بحسب ما افادت مصادر متطابقة. وفي بنغازي توقع مسؤول في المجلس الانتقالي ان يظل احمد جبريل في منصبه بمثابة رئيس وزراء مكلف الشؤون الخارجية وعلى ترهوني المكلف حاليا المالية والنفط، نائب رئيس الحكومة مكلفا المالية والاقتصاد بينما يعين اسامة الجويلي وزير الدفاع وعبد الرحمن بن يزا وزير النفط. وقد اعلن المجلس الوطني الانتقالي المنبثق عن الثورة التي اطاحت بمعمر القذافي والذي اقرته الاممالمتحدة ممثلا للشعب الليبي، في الثاني من ايلول/سبتمبر انه ينوي قيادة البلاد طيلة ثمانية اشهر حتى انتخاب جمعية تاسيسية وانتخابات عامة في مهلة لا تتجاوز سنة. لكن موفد الاممالمتحدة يان مارتن اكد ان مهلة الاشهر الثمانية لن تبدأ إلا عندما تعلن السلطات الجديدة التي تسيطر حاليا على 90% من الاراضي، "تحرير" البلاد تماما. لكن هذا الاعلان لا يبدو قريبا في الوقت الراهن لان مقاتلين لا يزالون اوفياء لمعمر القذافي يبدون منذ ثلاثة ايام مقاومة شرسة في آخر معاقلهم في سرت وبني وليد التي تحاول قوات المجلس الانتقالي السيطرة عليها. وفي سرت، مسقط راس القذافي (360 كلم شرق طرابلس) حققت قوات الثوار تقدما في المدينة السبت لكنها اضطرت الى التراجع ليلا تحت نيران قوات القذافي دون التمكن من تأمين المواقع المتقدمة التي كسبتها. وقتل ما لا يقل عن 24 مقاتلا وجرح اربعين في صفوف الثوار في قصف قوات القذافي التي استعملت الصواريخ والمدفعية الثقيلة والقناصة المتربصين للدفاع عن معاقلها حيث الوضع متقلب. ومن بين الجرحى اصيب الصحافي الفرنسي اوليفييه ساربيل الذي يعمل بالفيديو وهو مستقل مقره بانكوك، بجروح خطيرة على ما افادت مراسلة فرانس برس. وقبل ذلك اعلن قائد المجلس العسكري لمصراتة سالم جحا ان ستة آلاف من مقاتلي المجلس الانتقالي، منتشرون على جبهة سرت مؤكدا ان رجاله يسيطرون على المطار وقاعدة جوية مهمة . لكن احد المقاتلين العائدين من المعركة، عبد الرؤوف المنصوري قال ان رغم ذلك الانتشار الكثيف لم يقاتل سوى عدد قليل من الرجال مؤكدا "اننا لا نسيطر حتى على 5% من سرت لاننا فقط ندخل ونخرج منها". وفي واحة بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) دارت معارك عنيفة السبت بعد هجوم مضاد قامت به قوات القذافي اسفر عن سقوط قتيل وعدة جرحى في صفوف الثوار. كذلك تعين هناك على مقاتلي المجلس الانتقالي التراجع ليلا تكتيكيا، على حد قولهم، خوفا من ان يستهدفهم قناصة متربصون في المدينة. ورغم المعارك الضارية اعلن المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي احمد الباني ان السيطرة على سرت وبني وليد لا تعدو كونها مسألة "بضعة ايام". وانه يكفي اعلان سقوط هذين المدينتين للتغلب على مقاومة "المرتزقة" في سبها، آخر معاقل القذافي (750 كلم جنوبطرابلس). وتزامنت هذه الارادة في انهاء المعارك سريعا قبل اسبوع من انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والتي سيشارك فيها مصطفى عبد الجليل بعد منح المجلس الانتقالي مقعد ليبيا في المنظمة الدولية، كما انه سيلتقي الرئيس باراك اوباما الثلاثاء.