يعقد المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي (شرق) اجتماعا وصف بانه "حاسم" لاستكمال المشاورات حول تشكيل الحكومة الموقتة بعدما ارجئ اعلانها الى اجل غير مسمى بسبب خلافات داخلية. وعلى الصعيد الميداني ، هدأت المعارك حول اخر معاقل معمر القذافي في بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) وسرت (360 كلم شرق العاصمة) التي تمكنت قوات السلطات الجديدة من دخولها من الشرق ايضا. ومن المفترض ان يلي اجتماع المجلس الوطني في بنغازي "عاصمة" الثوار مؤتمر صحافي يعقده رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. وقال مصدر مسؤول لوكالة فرانس برس ان الاجتماع "سيبحث (تركيبة) الحكومة وايضا سيطلع فيه مصطفى عبد الجليل اعضاء المجلس على نشاطه ومشاوراته في نيويورك لدى مشاركته في اجتماع الجمعية العامة". في المقابل اكد مساعد لاحد اعضاء المجلس ان "الاجتماع سيكون حاسما بالنسبة لاعلان الحكومة الموقتة". واشار الى انه "يتعين الاتفاق على تركيبة هذه الحكومة قبل تحرير كافة الاراضي الليبية. والا اذا حصل التحرير فانه لن تعود هناك امكانية لتشكيل حكومة موقتة بل يتعين حينها تشكيل حكومة انتقالية". غير ان مسؤولا ثالثا في المجلس الانتقالي قال انه "لم يحصل اي اتفاق حتى الان على تركيبة الحكومة او عدد اعضائها". واضاف ان "هناك العديد من المقترحات وقد يحصل الاتفاق في الاجتماع وقد لا يحصل وهذا ما ارجحه بالنظر الى المعطيات المتوفرة حاليا". وكان رئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل اعلن في 21 ايلول/سبتمبر في نيويورك، ان الحكومة سوف تشكل في ليبيا في غضون "اسبوع الى عشرة ايام". وكان اعلن الاحد الماضي عقب اجتماع بين المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي في بنغازي، ارجاء اعلان الحكومة الانتقالية في ليبيا الى اجل غير مسمى لاجراء مزيد من المشاورات. وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي اعترفت به الاممالمتحدة ممثلا شرعيا للشعب الليبي، اعلن مطلع ايلول/سبتمبر انه سيتولى قيادة البلاد الى حين انتخاب جمعية تأسيسية بعد ثمانية اشهر، على ان تجري انتخابات عامة بعد ذلك بعام. الا ان هذا الجدول الزمني لن يبدأ سوى بعد اعلان تحرير كامل اراضي البلاد، وهو ما لم يحصل بعد اذ لا تزال قوات المجلس تواجه مقاومة شرسة من قبل انصار للقذافي وعلى الاخص في بني وليد وفي سرت. وعلى جبهة بني وليد حيث لم تحرز قوات النظام الجديد سوى تقدم طفيف منذ عدة اسابيع، بقيت المعارك متقطعة الجمعة. وفي سرت، يراوح الهجوم مكانه منذ عدة ايام ولو ان المقاتلين على الجبهة تمكنوا مساء الجمعة من الوصول الى ابواب المدينة بعدما حققوا تقدما بطيئا على طول الطريق الساحلي. وقال احد القادة الميدانيين اسامة مطاوع صويلي لفرانس برس "نحاول اخراج جميع العائلات. ونقوم بتسيير ما بين 400 الى 500 سيارة يوميا. كما نحاول نوعا ما تجويع" قوات القذافي. واشار الى ان المدينة اصبحت بلا مياه او كهرباء كما اغلقت المتاجر ولم يعد لدى الاهالي ما يأكلونه.