توقع مستثمرون أن يصل سعر الذهب إلى 2300 دولار للاونصة خلال الثلاثة أشهر القادمة, في ظل الإقبال العالمي على شرائه من قبل الحكومات والمستثمرين، وفيما أدت الارتفاعات القياسية للذهب إلى خروج مستثمرين من السوق المحلي اثر انحسار هوامشهم الربحية نتيجة ضعف الطلب بنسبة 70% مما دفع غالبية المحلات الذهب إلى تقليل الشراء، اتجه كثير من المستهلكين إلى شراء الفضة التي تعتبر أسعارها معتدلة قياسا بالذهب. وقال المستثمر محمد الجبالي: إن أكثر المتضررين جراء الارتفاعات الكبيرة للذهب هم المستثمرين بعد انخفاض مبيعات الكثير من محلات الذهب بنسبة وصلت إلى 70% مما دفع غالبيتها إلى تقليل عمليات الشراء. وأضاف أن ازمة ارتفاعات الذهب الحالية التي لم تصل إليها الأسواق منذ 30 سنة ساهمت بشكل كبير في توجه الكثير من المشترين إلى شراء الفضة حيث لا يتجاوز سعر طقم الفضة في الغالب 2000 ريال مقارنة بالطقم المماثل من الذهب الذي يصل إلى 15 ألف ريال. وأشار الجبالي إلى أن هناك تراجعا في مبيعات الذهب بسبب عزوف الناس عن الشراء وضعف القدرة الشرائية، متوقعا تتسبب الارتفاعات الحالية للأسعار في أزمة مالية لمستثمري النشاط إذا استمر الوضع على هذا الحال. من جانبه، قال أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجه: إن الارتفاعات الحالية للذهب ترجع لعدم وجود استثمارات عالمية آمنة خلال الوقت الحالي غير الذهب وعدم وجود قنوات استثمارية أخرى في ظل ما يمر به الاقتصادان الأمريكي والأوروبي من إشكاليات مالية عدة أثرت بشكل مباشر على الاستثمارات المالية في الأسواق العالمية وانعكست بشكل كبير على أسواق المعادن. وأوضح أن الذهب يعتبر ملاذا آمنا في الوقت الحالي لعدم تأثره عالميا بالقوة الشرائية في النقود والعملات العالمية التي تتعرض لتذبذبات صعودا وهبوطا وبالتالي تعرض الموارد الاقتصادية إلى عدم الاستقرار. وارجع خروج بعض المستثمرين في المملكة من السوق إلى قلة الهوامش الربحية لمبيعاتهم لقلة إقبال المستهلكين على الشراء الذهب بعد ارتفاع أسعاره 80% من بداية 2010 عندما كان سعره 1100 دولار للاونصة ووصوله إلى 1900 دولار الفترة الحالية, مما جعلهم يتجهون إلى شراء الفضة التي تعتبر قريبة من الذهب مع اعتدال أسعارها بشكل كبير. وتوقع باعجاجه أن يصل سعر الذهب إلى 2300 دولار للاونصة خلال الثلاثة أشهر القادمة, في ظل الإقبال العالمي على شرائه من قبل الحكومات والمستثمرين العالميين. من جهته، اشار مجلس الذهب العالمي الى استمرار صعود الذهب بشكل منتظم في ظل الأوضاع الراهنة وأن يستغرق الأمر سنوات حتى تهبط الاسعار مرة أخرى إذا استمرت عوامل ارتفاعه في الثبات. وقال: مع استمرار ارتفاع التضخم العالمي نتيجة سياسات البنوك المركزية الأوروبية والأمريكية في ضخ الأموال في البنوك التجارية فإن الذهب سيكون الملاذ المفضل لمحاربة التضخم خلال الفترة المقبلة حتى تغير البنوك سياساتها التي أدت إلى التضخم.