تحاور رجلان أحدهما من الغرب، والآخر من الشرق ، فقال الغربي للشرقي وهو يحاوره : " انظر إلى هذا الجسر ، لقد تكلف أكثر من المبلغ المرصود ، فرد عليه الشرقي : " انظر إلى هناك " فقال الغربي :" لا أرى شيئا " فأجاب الشرقي : " لقد كان المفروض والمعتمد أن يكون هناك جسر ".. ولعل هذه قصة " مدينة الملك فيصل الطبية " في عسير ، فقد وضعت اللوحة الخاصة بها في 12/ 10/1427 أي منذ خمس سنين ، ويومها أعلنت وزارة الصحة في احتفال رحبت به المجامع عن وضع حجر الأساس لإنشاء مدينة طبية تشمل عددا من المستشفيات والمراكز المختصة قاطعة على نفسها عهدا بأن هذا المشروع هو مشروع المشاريع ، وأنه سينهي رحلات المواطنين إلى مناطق أخرى ، وخاصة المدن للبحث عن علاج لا يجدونه في عسير ، خاصة وأن المشروع يشمل إنشاء ثلاث مستشفيات و120 مركزا صحيا ومركز غسيل للكلى بتكلفة أكثر من مليار ونصف المليار ، ثم سكتت شهرزاد عن الكلام المباح ، وعلى مدى أربع سنوات ران الصمت على المكان ، ولكن من باب جبر الخواطر أو سدّ الذرائع أعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في شهر صفر1431 عن طرح مشروع لمستشفى رصد له مبلغ 350 مليون ريال ، ويتسع لخمسمائة سرير ، ولكن أين هذا المشروع من مشروع المدينة الطبية الذي يحتوي على كافة التخصصات الطبية ، وخاصة طب العيون والصحة النفسية ، والذي تحدثت المجامع عنه قبل خمس سنوات والذي ما زالت لوحته قائمة تحدث عن أخباره ، والذي يغني أهل المنطقة عن الشحططة بين المدن التماساً لعلاج قد يجدونه وقد لا يجدونه..