ضجرت هالة من كثرة حديث المتقدمين لخطبتها عن توقعاتهم لشريكة حياة تقدس الحياة الزوجية فقررت تجاهل نصائح والديها والبحث بنفسها عن زوج المستقبل عبر الانترنت. وبعد اشهر قليلة عثرت هالة وهي عراقية في الثامنة والعشرين من عمرها تقيم في لندن على فارس احلامها. وتزوجت هالة من زيد وهو بريطاني من أصل عراقي وتقول «مع الانترنت لم اعد اخشى الحرج الذي يمكن ان اسببه لاسرتي اذا لم تسر الامور على ما يرام او سماع محاضرة من والدي عن عنادي وصعوبة ارضائي.» وتقول هالة وقد اشرق وجهها بالسعادة وبجوارها زوجها الذي ارتبطت به منذ اكثر من عامين «لم يعد علي تحمل خطاب لا يربطني بهم سوى الجنسية والدين والاسرة الطيبة. معظمهم لا يقبل الارتباط بامراة عصرية لها حياة مهنية مستقلة.» هالة وزيد ضمن الاف من الشبان والشابات العرب والمسلمين الذين تخلوا عن الزيجات التقليدية مفضلين اختيار شريك الحياة من عشرات المواقع المخصصة لهذا الغرض على شبكة الانترنت. وتوفر هذه المواقع مكانا للتعارف لا يكسر الأعراف وهو امر صعب في العديد من المجتمعات المحافظة كما تتيح قاعدة البيانات الضخمة فرصة اكبر لعثور الراغب في الزواج عن الشريك الذي يبحث عنه. وتقول مؤسسة جوبيتر للأبحاث ان صناعة التوفيق بين الراغبين في الزواج عن طريق الانترنت ستنمو بنسبة تسعة بالمئة عالميا ليصل حجمها إلى 615 مليون دولار في عام 5002 بعد ان نمت بنسبة 91 بالمئة في العام الماضي. ويعمل نبيل وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات في دبي بعيدا عن اسرته في سوريا ويمنعه انشغاله بالعمل من الاختلاط اجتماعيا وقد لجأ لموقع (قران دوت كوم) على الانترنت بحثا عن فتاة احلامه. كان هذا بالنسبة له افيد كثيرا من مقترحات والديه. قال نبيل الذي يبحث عن شريكة حياته على شبكة الانترنت منذ عام تقريبا «في البداية رأيت هذا امرا غريبا ولكني وجدت ان فرصة الاختيار اكبر بكثير من كل ما صادفني في حياتي العادية.» ويقول سامي جرفال مدير موقع قران ان اكثر من مليون مستخدم سجلوا اسماءهم منذ تدشين الموقع العام الماضي. ويقول «نحن اكثر تعقيدا واصعب في الارضاء من جيل ابائنا. سافرنا اكثر وعلى صلة اوثق بالعالم ونتأثر اكثر بالافكار الخارجية. لذا فان عملية البحث عن شريك الحياة ليست سهلة واحيانا نحتاج مساعدة.» يقول جرفال «لا تسمح بعض الاسر المحافظة لبناتها بمقابلة اغراب. ولكن اذا حدث اللقاء عن طريق الانترنت فانك لا تنتهك اي اعراف دينية او اجتماعية لأنه لا تحدث خلوة فعلية.» لكن متصفحي الانترنت بحثا عن شريك الحياة مازالوا يشعرون بالحرج من الفكرة. وكثير ممن ينجحون في مسعاهم يعزفون عن ذكر كيفية التعرف على الطرف الآخر. قالت هالة «ابلغت اسرتي اني قابلت زيد في حفل وحتى هذا كان امرا غير مهضوم لبعض اقاربي المحافظين جدا وطلبت مني امي ان اقول اننا التقينا في مناسبة عائلية.» وتلقى مواقع الزواج على شبكة الانترنت اقبالا خاصا بين العرب والمسلمين المقيمين في دول غربية حيث ان عدد من ينتمون لنفس الخلفية الثقافية محدود جدا. وفي عام 3002 اسس كامران بيج المقيم في بريطانيا وهو حاصل على درجة علمية في الادارة شركة للتوفيق بين المسلمين الراغبين في الزواج. ويخضع المتعاملون مع الشركة لاختبارات ولقاءات مطولة قبل مشاركتهم في جمع يضم مسلمين ومسلمات من نفس الهوية الاجتماعية والثقافية. ونجحت الشركة حتى الان في عقد 56 زيجة و73 خطبة. وقال كامران «يجد النساء والرجال في الجاليات المسلمة المقيمة في الخارج صعوبة بالغة في مقابلة الشريك المناسب. وكان لابد من ايجاد حل.» وكما هو الحال في الزيجات التقليدية لا يسلم الأمر أحيانا من الخداع أو النهايات غير السعيدة. وتقول هالة «تفتح هذه المواقع طرقا جديدة ولكن في النهاية كل شيء نصيب.»