سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذير دولي: السلالة الجديدة من «انفلونزا الطيور» قادرة على اجتياز الدفاعات التي تؤمنها اللقاحات المضادة المملكة بمنأى عن الفيروس واستنفار في دول آسيوية
في الوقت الذي تعد المملكة بمنأى عنه في الوقت الراهن , أطل برأسه من جديد مرض " انفلونزا الطيور", حيث تم الكشف عن الأسباب الأخرى التي تدعو الى القلق، وهو ظهور سلالة من فيروس متغير في الصين وفيتنام ربما يكون قادرا على اجتياز الدفاعات التي تؤمنها اللقاحات المتيسرة حالياً وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة, والتي شددت على تكثيف الاستعدادات لمواجهة ومراقبة الفيروس شديد الخطورة وسط مؤشرات على أن ثمة سلالة كامنة من فيروس المرض الفتاك تنتشر حاليا في آسيا, وما بعدها الأمر الذي ينذر بمخاطر لا يمكن التكهن بتداعياتها على صحة الإنسان. ونقل عن رئيس دائرة الصحة الحيوانية في تلك المنظمة القول: " إن التراجع التدريجي الذي سُجل في الفترة 2004-2008 قد يعني أن الفيروس سيندلع في فصلي الخريف والشتاء هذه السنة مع احتمال اكتشاف الفيروس في الأطراف الخلفية من المناطق السكنية ". وأوضح " أن البلدان التي ما يزال فيها الفيروس, هي بنغلاديش والصين ومصر والهند واندونيسيا وفيتنام التي ربما ستواجه أكبر المشاكل, ولكن ليس هناك بلد يمكن اعتباره آمناً". وشدد المسؤول نفسه على "ضرورة الاستعداد لمواجهة ومراقبة الفيروس , حيث أنه لا مجال الآن للشفقة, ولا يمكن لأحد أن يتهاون معه ". وبحسب تلك المنظمة الدولية , وفي ثنايا بيان مدعم بالأرقام والمسببات أطلعت عليه (الرياض) أصاب 565 شخصا في أول ظهور له في العام 2003، وقضى على حياة 331 شخصا منهم ، وذلك حسب الارقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية , وسُجلت في كمبوديا أحدث حالة وفاة بسبب المرض المذكور , حيث تم الى الآن توثيق 8 حالات بشرية , وكلها إصابات قاتلة. استنفار دولي لمحاصرة الفيروس الفتاك ويذكر أنه تم تطوير لقاح تجريبي للوقاية من الفيروس (اتش5 ان1) من خلال علماء في هونج كونج والولايات المتحدة مستعينين بلقاح الجدري الذي اختبر جيدا وحق نجاحا كبيرا , وقال العلماء في حينه في هونج كونج " ان التجارب الاولية على الفئران اظهرت ان اللقاح فعال الى حد كبير " , وذكر مالك بيريس خبير علم الجراثيم وانفلونرا الطيور بجامعة هونج كونج ان اللقاح "افرز كميات كبيرة من الاجسام المضادة (لفيروس اتش5 ان1) وكانت استجابة الاجسام المضادة من خلال هذه الاستراتيجية اسرع كثيرا مقارنة مع (لقاح) سانوفي. ومن جانبهم, كان علماء بريطانيون طوروا دجاجا معدلا وراثيا لا ينقل عدوى انفلونزا الطيور , وهي خطوة يمكن ان تقلص في المستقبل مخاطر انتشار المرض , والتسبب في تفشي أوبئة للمرض القاتل بين البشر وفق رويترز , وذكر علماء متخصصون أنه بينما لا يزال الدجاج المعدل وراثيا يصاب بانفلونزا الطيور اذا أصيب بالفيروس المسبب للانفلونزا الا انه لا ينقل الفيروس الى دجاجات أخرى اختلط معها. وتابع البيان آنف الذكر " منذ العام 2003 كان الفيروس المذكور قد فتك أو قضى نهائياً على 400 مليون من الدواجن الأليفة وتسبب بأضرار اقتصادية قيمتها 20 مليار دولار في شتى أنحاء العالم قبل أن تتم إزالته من معظم البلدان ال 63 المتأثرة بالمرض وفي أوج ذروته في العام 2006 ". وظل الفيروس مستوطناً في ست دول رغم انكماش موجات المرض في الدواجن الأليفة ومجاميع الطيور البرية بصورة متواصلة من 4000 حالة في ذروته السنوية الى مجرد 302 حالة في منتصف العام 2008، غير أن موجات المرض أخذت تتصاعد تدريجياً منذ ذلك الحين بمجموع 800 حالة تقريباً تم توثيقها في الفترة 2010-2011 , وفي الوقت نفسه، لوحظ في العام 2008 توسعا جغرافيا متجددا للفيروس في أوساط الدواجن والطيور البرية على حد سواء , ووفق رئيس دائرة الصحة الحيوانية في المنظمة , وبحسب البيان الصحفي نفسه المنشور على موقع المنظمة " يبدو أن هذا الانتشار جاء مصحوباً بحركة الطيور المهاجرة ، مشيرا الى أن تلك الهجرات تساعد الفيروس على الانتقال عبر مسافات بعيدة ، سيما وان الفيروس قد ظهر خلال الأربع وعشرين شهراً الأخيرة في الدواجن , أو في الطيور البرية في بلدان كانت تعد خالية من الفيروس لعدة سنوات , وأن الطيور البرية قد تنقل الفيروس، لكن تعاطي الناس مع منتجات الدواجن وتسويقها هو الذي يُسبب انتشار الفيروس، ومن بين البلدان المتأثرة حديثاً بالفيروس هي إسرائيل والأراضي الفلسطينية وبلغاريا ورومانيا والنيبال إضافة الى منغوليا". والمعروف أن فيروس الإنفلونزا أحد أنواع فيروس الإنفلونزا , وهو أكثر الأنواع المسببة للإنفلونزا لدى البشر. وهناك بالتالي بعض فصائل الفيروس مستوطنة مثل الفصائل المسببة للإنفلونزا الإسبانية التي سببت بوفاة 70-100 مليون شخص. والفصائل المنتشرة في الوقت الحالي -التي سببت بنصف أمراض الإنفلونزا في عام 2006- أقل فتكاً من الإنفلونزا الإسبانية. وبعض أنواع H1N1 مستوطنة في الخنازير والطيور. وزادت المنظمة التي تتخذ من روما مقرا لها " في فيتنام التي علقت حملة تلقيح الدواجن في فصل الربيع هذا العام تعرض الجزء الأعظم من شمال ووسط البلاد, حيث يستوطن الفيروس الى الغزو من قبل سلالة جديدة من الفيروس نفسه, وقد وضعت الخدمات البيطرية لذلك البلد في أقصى درجات الإنذار، حيث أفادت التقارير بأن السلطات بصدد تنظيم حملة تلقيحات جديدة في فصل الخريف ". وهنا قالت الفاو " إن انتشار الفيروس في فيتنام يثير تهديداً مباشراً لكل من كمبوديا وتايلاند وماليزيا ، الى جانب المخاطر إزاء شبه الجزيرة الكورية ومن بعدها اليابان ، علما بأن الطيور البرية المهاجرة باستطاعتها أن تنشر الفيروس في قارات أخرى".