يحتفل العالم في نهاية شهر سبتمبر الحالي من كل عام ، منذ سنة 1980م باليوم العالمي للسياحة الذي يهدف إلى نشر الوعي لدى المجتمع الدولي في بيان أهمية السياحة وقيمتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ، حيث تنظم عادة نشاطات تتواءم مع الموضوعات التي تختارها لهذا اليوم الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية ، الهيئة الدولية الأولى المعنية بالسياحة لدى الأممالمتحدة التي تتخذ من مدريد في اسبانيا مقراً لها ، ويتزامن هذا الحدث مع النتائج التي أبان عنها تقرير التنافسية للسفر والسياحة للعام الحالي 2011م الذي صدر مؤخراً عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية في مجال البيانات والإحصاءات المتعلقة بقطاع السفر والسياحة بهدف التعرف على القضايا المتعلقة بالقدرة التنافسية لدول العالم في هذا القطاع وكيفية التصدي لها حيث اعتمد التقرير على مؤشر القدرة التنافسية للسفر والسياحة الذي يقيس العوامل والسياسات المتصلة بقطاع السفر والسياحة التي تؤثر في محصلتها بالقدرة التنافسية للدول في هذا القطاع ، وقد تصدرت سويسرا قائمة التسعة وثلاثين دولة التي ضمها مؤشر التنافسية في السياحة والسفر بهذا التقرير للعام الثالث على التوالي ، تلتها المانيا ثم فرنسا فالنمسا والسويد والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا واسبانيا وكندا وسنغافوره على التوالي. ما هو ملفت وإن لم يكن مستغرباً أن تتبوأ دولة الإمارات الشقيقة المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط ضمن قائمة الدول الأكثر تطوراً في قطاع السفر والسياحة بعد حصولها على معدل مرتفع في تقرير التنافسية المشار إليه ، متقدمة على العديد من الوجهات السياحية العالمية العريقة رغم قلة موارد الإمارات الطبيعية ، حيث قدر التقرير حجم مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج الإجمالي المحلي لدولة الإمارات خلال عام 2010 م بما تزيد نسبته عن 16 % ، أي ما يعادل أكثر من 42 مليار دولار ، الذي تسهم كل من إمارة دبي وأبوظبي والشارقة بنحو 93% من أداء هذا القطاع الاقتصادي ، ويعزو التقرير تقدم دولة الإمارات التي نالت المرتبة الثلاثين عالمياً في المؤشر إلى تحسن التصنيف الخاص بالموارد الثقافية ، إذ صعدت في هذا المؤشر الفرعي المتعلق بذلك كما يشير التقرير مدعومة بالخصائص في الألفة للسياح والمسافرين ، حيث جاءت في المرتبة الخامسة والعشرين عالمياً بهذا الجانب ، كما عزز حصولها على تلك المرتبة التطور المتواصل في البنية التحتية السياحية للإمارات ، خاصة في قطاع النقل الجوي ، حيث جاءت في المرتبة الرابعة عالمياً في تنافسية هذا المؤشر ، كما حققت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في حملات تسويق الوجهات من خلال حضورها المميز في المعارض الدولية الكبيرة في مجال السفر والسياحة إضافة إلى حصول الإمارات على المرتبة الثالثة عالمياً كذلك في الأولويات الحكومية بقطاع السفر والسياحة ، بل إنه على الرغم من تراجع عدد السياح إلى منطقة الشرق الأوسط بنسبة 7 % نتيجة الأحداث الأخيرة ، تشير بيانات منظمة السياحة العالمية أن الإمارات قد خالفت الاتجاه العام للنشاط السياحي في المنطقة وسجلت نمواً في عدد السياح . لقد أدرجت أربع دول عربية أخرى بالإضافة إلى الإمارات في قائمة الدول الخمسين الأولى للوجهات السياحية وهي البحرين ثم قطر فتونس والأردن ، أما المملكة التي استبعدت في تقرير مؤشر التنافسية للسياحة والسفر الأول الذي صدر في عام 2007م بسبب عدم توافر واحد أو أكثر من أركان العوامل والسياسات التي تتوافر في البلدان التي دخلت في التصنيف والتي تجعلها جاذبة في قطاع السفر والسياحة ، فلا يتضح مدى تقدمها في مؤشرات التنافسية تلك عبر السنوات الأربع الماضية ، ومن هي الجهة المعنية بتبيان ذلك ، هل هي الهيئة العامة للسياحة ، أم الهيئة العامة للاستثمار... ؟