خرافات ، أو خيالات ، أو شعارات يتم بثها في الأجواء لترطيب الجفاف والقحط الحاصل في وزارة الصحة التي يتم إمطارها بمليارات الريالات سنوياً بدون أي تغير في كم وكيفية الخدمات . الخيال يمكن تحقيقه إذا كان ضمن إطار الواقعية و لكن الشعارات هي التي لا تتحقق بل تستعمل كتخدير وقتي للخروج من الأزمة لعل أن يكون هناك نفق خروج نتمنى ذلك . وزارة الصحة تتشدق في هذه الآونة بما نصه كما نشاهده في المستشفيات الحكومية كما في الملصقات الحائطية طبيب لكل أسرة هههههه!!! ، وزارة الصحة تنتهج منهجاً إدارياً تقليدياً جداً ضمن إطار النظام ، والحدود ، و التقاليد مع العلم أن القطاع الصحي لدينا يحتاج إلى نظام إدارة ديناميكي لكي يقفز إلى مستوى تطلعات وزارة الصحة طبيب لكل أسرة !!! ، فكيف سيتم توفير طبيب لك أسرة والعجز نشاهده ونلمسه على ارض الواقع مع بالغ التقدير للقائمين على وزارة الصحة . وسأحكي لكم قصتي مع طبيب لكل أسرة نكتة هذه السنة .. ففي يوم الاثنين 17/8/ 1432ه زرت مركز الأسنان بمستشفى الزلفي - و لا أحب أن أتكلم إلا عن ما أعايشه – طلبت تسجيل موعد لطفل لم يبلغ من العمر سبع سنوات يعاني من تسوس فوجئت برد موظف الاستقبال أن اقرب موعد هو في 6/9/1432ه فكيف سيتحمل طفل هذه المدة ووزارة الصحة تتغنى بشعار طبيب لكل أسرة !!! وبعد هذا الرد توجهت إلى المسؤول في مستشفى الزلفي طبعاً لم أجده في موقع عمله كالعادة فإذا بي يلحقني موظف ويقول :اذهب إلى مساعد المدير الذي شرح لي الواقع وهو شيء يفوق توقعاتي التي كنت توقعتها بل شيء أسوأ من ما توقعت ، وهو وجود خلاف بين وزارة الخدمة المدنية ، ووزارة الصحة حول توفير فنيات أسنان مع الأطباء العشرة الموجودين في المركز حيث إن العشرة هؤلاء يخدمون 80000مواطن بمعدل 35000 حالة راجعت المركز من تاريخ افتتاحه !! فالمواطن ياوزارة الصحة و ياوزارة الخدمة المدنية لماذا يكون ضحية روتين اداري سقيم ؟ لماذا يتم تعطيل المنشأة بسبب خلاف سطحي حول مسمى وظيفي و ضحية هذا الخلاف هو المواطن ؟ لماذا انتظرت وزارة الصحة كل هذه السنوات بدون رفع هذا الخلاف إلى المقام السامي لكي يبت فيه ويحله كما عهدنا منه ؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة ؟ فيا وزارة الصحة لا نريد شعارات بل نريد انجازات تخدم المواطن الذي ينصدم حينما يجد اسمه ضمن قائمة انتظار طويلة تمتد إلى شهور وقد تصل إلى سنوات بسبب سوء في إدارة الموارد البشرية في وزارة الصحة . فأين الميزانيات الضخمة التي تصب في خزانة وزارة الصحة بشكل سنوي مليارات يتم صرفها للصحة تصل بأرقامها إلى ميزانيات دول ومع ذلك نجد معاناة حقيقية يعيشها المواطن الذي يتم كيه بأسعار العلاج الباهظة التي تقدمها له المرافق الصحية الخاصة التي تخصصت بسلب ما في جيب المواطن محدود الدخل أو الذي ما عنده واسطة إلى متى و نحن نقرأ شعار طبيب لكل أسرة يا وزارة الصحة .