لم تكن تمر مناسبة مرور خمسين عام على تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إمارة منطقة الرياض ، مرورا عاديا لكل من عرف الرياضالمدينة والتاريخ ، ومن يعود لصور الرياض قديما وبواباتها وحدودها التي ربما لا تعادل حدود احد أحيائها اليوم يعرف تماما ماذا قدم الأمير سلمان لهذه المدينة . الرياض كانت الهم الاول لأميرها ، وحرص سموه ان يتابع مشاريعها اولا بأول ، ويشرف بنفسه على مخططاتها ويعمل على إزالة كل ما يعترض طريق نهضتها العمرانية والسكانية ، ولا ريب اذا عرفنا ان الرياض هي من اسرع مدن العالم نموا واتساعا . ويحق لأهل الرياض الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة ، إلا أن لسمو الأمير سلمان فلسفته الخاصة ودروسه المتقنة في مثل هذه الأحوال ، فعندما طلب سموه استبدال الاحتفال بإنشاء جمعية خيرية ، إنما هو بذلك يعزز الحكمة التي عرف بها سموه ، ويؤصل للعمل الخيري المبني على البذل لوجه الله ، وان الاحتفال قد يكون قناة استثمار في تجارة رابحة بين العبد وربه ، كما ان هذا الموقف يؤكد أن سموه دائما قائد للعمل الخيري وتأسيس الجمعية يأتي في ظل ما عرف عن سموه من اهتمام بشرائح المجتمع المحتاجة ، وسجل سموه بأعمال البر والخير ناصع بمشاهد بالبذل والعطاء . وإننا على ثق بان هذا المشروع الوطني الخيري الكبير المتمثل بجمعية الأمير سلمان الخيرية سيكون نقلة مهمة تجاه العمل الخيري المنظم والهادف الى الوصول لكل محتاج إليه ، لاسيما وان الأمير سلمان مدرسة بالإدارة والحنكة ومن هنا فأننا سنرى – بإذن الله – جمعية بمنهج عملي وإداري ومهني عال تليق باسم أميرنا المحبوب وبمدينة الرياض التي ستبقى بإذن الله عاصمة للبناء والنماء والعطاء ، شامخة بفضل الله ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ، وبجهود أميرها الذي عايشها منذ نصف قرن ، خطط وهندس ، وأعطى بكل إخلاص وتفاني ، حتى باتت اليوم الرياض عروسة العواصم ، ومدينة الاقتصاد التي لم تتوقف فيها مشاريع التنمية حتى اليوم ، وستبقى – بمشيئة الله – شامخة على مر الزمان . *عضو مجلس إدارة غرفة الرياض