السمك المالح أو الحامض -الذي يتم دفنه مع الملح تحت الأرض مدة من الزمن- يعد الوجبة المفضلة للجيزانيين يوم العيد مع الإفطار؛ مضافاً إليه وجبة المرسة. وقد لا يحتار الناس في البحث عن هذا السمك -ويطلق عليه السمك الجزائري أو السمك المالج-، ويعرض قبيل العيد بيوم واحد أو يومين ويشترك في طلبه الجميع من الفقير والثري. وتشتهر فرسان وجازان الساحليتان بتصدير هذا السمك إلى أسواق المحافظات الأخرى؛ لكثرة الطلب عليه فلا يخلو منزل من هذا السمك، كما يعد أحد الطقوس المعتادة، حيث يتم وضعه في المغش، ويضاف إليه زيت السمسم، وقليل من البهارات، كما يوضع في الميفا ويقدم مع المرسه، وهي خليط من البر أو الدقيق الأبيض والسمن والعسل. وتعد جازان المدينة التي تعيش على ساحل البحر الأحمر ويكثر بها الصيادون الذين يمتهنون صيد السمك يقومون بدفن كميات من السمك العربي بمختلف الأحجام بعد وضع الملح بداخلها وبطريقتهم الخاصة يتابعون وبسرية تامة مواقع هذه الأسماك المدفونة، حيث تحوم في المكان الطيور والنوارس البيضاء وتغرد بأصواتها البحرية وتضفي في المكان جمالاً فوق الجمال وانتشار على جنبات الشاطئ الذي خصص لاستقبال وتصدير السمك، ويعرف هذا السمك بأنه سمك الأصحاء وخصوصا المصابين بالضغط فإنهم لايتناولونه ولا يباع في المطاعم القريبة من الشاطئ؛ ولذلك فإن ربة المنزل تبدع في طهي هذه الأكلة المحببة في يوم العيد وخلال شهر الصيام ، ويتصف الذين يأكلون هذا النوع من الأسماك بالإسراف في تناول المياه لفرط ملوحته. «المغش» بداخله السمك السمك يجهز وهو طازج