أدخلت فقيدتي ( خالتي ) إلى قبرها في الماضي القريب بشواءٍ تتقطع وعينٍ تدمع وبلواعج حزن لا تندمل من هول المصيبة وفقد عزيز علي لن أراه مرة اخرى في دنياي مستنشقاً غبار القبر بدموع الألم والاهات متيقنا ً أنها المشيئة الإلهية التي تقدر الأعمار والأرزاق بين البشر. وتمر السنون وتمضي وهي شاهدةٌ على فناء أعمارنا وزيادة في أعمارها وقدر الحي منا ان يدفن من يحب وسط التراب وهكذا دواليك مستقبلين أحياء ومودعين أموات. وتختلف ذكرى الأموات بين الاحياء فمنهم من لا تستطيع ان تتذكره وتنساه وتسلا عنه سريعاً، ومنهم من يتوجع قلبك لفقده عند سماع ذكره حتى لو انقضت عشرات السنين من موته. هل ذلك دليل على صلاح الميت او عدمه او هل هي نتيجة روابط ومشاعر انتهت بفقد من تحب. يقول سيد الأخيار محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ( أنتم ُشهداء الله في الأرض ) هناك كبار فقدناهم نجتمع تحت لوائهم ونجمع على محبتهم حتى لو لم يملكوا من حطام الزائلة شيئاً ولكن ملكوا قلوبنا بعطفهم و طيبتهم وصدقهم ولطف معاملتهم وصلة رحمهم حتى في بشاشة اللقاء والسؤال عن الحال وحبهم للفقراء والمساكين وشراء الهدية المتواضعة. مات لي كثير من الأقارب والحمد لله على ما قضى ودبر وعلى بعض منهم من لا تزال عيني بالدمع تؤرقني والقلب يتفطر حزناًً لفراقهم. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولاتضلنا بعدهم واجعلهم من أكرمت نزله إليك، يقول العلي القدير الآية ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ)) الملك1-2