هام وعشق الشيخ العلامه عبدالله بن خميس رحمه الله تعالى بالعربية وشعرائها ولكن هيامه لايقل عن عشقه اللون لاخر وهو الشعر الشعبي وفنونه فهو اول من قدم للمكتبة السعودية والعربية دراسة عن الادب الشعبي وهو الأول من مؤلفاته وإصدارته اذ اصدره عام 1377ه أي في وقت مبكر جداً. وهذا السفر الجليل الممتع الذي يدل على ريادة الشيخ لهذا الفن من حيث انها البذرة الاولى لأول دراسة للشعر النجدي من عالم نجدي عاش وتعايش مع هذا الشعر وحفظه وأنشده يقول رحمه الله تعالى (ولقد كان لي في عهد الصبا ولع بهذا الشعر وتشعبت فيه فكنت أحفظ جيده واحتلك بشعره ورواية وتجري لي معه مساجلات ومذكرات فيه وكنت اقرضه رأي خلل يظهر في أي وزن من أوزانه ادركه بسرعة) والشاهد من نص شيخنا رحمه الله قوله وكنت اقرضه.. الأدب الشعبي في جزيرة العرب فكما أن شيخنا ابن خميس قد حفلت مؤلفاته ومصنفاته بالشعر الشعبي مستدلا بها كشواهد شعرية وذات قيمة تاريخية وفنية، فكذلك هو رحمه الله كان يستغل المناسبات الاجتماعية والوطنية، في قرض الشعر الشعبي فهو شاعر شعبي مكنه لم يعرف الا عالماً به ورواية له ومؤلفاً عنه ويتجلى هذا في ترجمته لنفسه، رحمه الله، في خاتمة كتابه أهازيج الحرب أو شعرا العرضة قائلاً: عرف الشعر الحربي منذ الصغر وعنى بجمعه وقرضه واختيار ما وقع اختياره عليه وله في مشاركه على ان شيخنا، رحمه الله، لم يصدر ديوانه الشعبي، وانا أرجح ان قصائده التي قالها تستحق جميعها في ديوان وليته فعل. وقرض الشعر ليس مقتصرا على شيخنا، رحمه الله، بل ان اباه محمد بن خميس، رحمه الله، كان يقرض الشعر لكنه مقل جدا ويروي له ابنه الشيخ عبدالله عدة أبيات عندما كان أبوه خارج الدرعية، بعيدا عن الأهل والأخلاء والأصحاب في سفرة طويلة الشهور يقول، رحمه الله. فاطري خبي ترى البعد مشحني الخلا في جمرة القيظ مالي به جعل يفدي فاطري كل متحني ومن لبس صبيحة العيد اساليبه كود خلي هايف الخصر متهني سعد عيني تلين تفته معاصيبه والشعر الحربيه شعر العرضة الذي أول من صنع له ديواناً منشوراً هو شيخنا عبدالله رحمه الله فهو رائد في صنعته لهذا الديوان الجميل، وان فات شيخنا الشئ الكثير من الشعر الحربي النجدي والمستدرك عليه قصائد جمة، لكن شيخنا، رحمه الله، يعتذر بان ما فقد من هذا الشعر الشي كثير، ويؤكد هذا قائلاً ولم أزعم انني أتيت بكل شي ولكني أتيت بشئ.. ثم يلح في هذا الأمر قائلاً ولعل العمر يمتد بنا لكي نلتقط ما فاتنا ونقف على ما لم تقف عليه لنلحقه به في طبعات قادمة ان شاء الله.. ومن شعر شيخنا ابن خميس الحربي هذه القصيده: سلام يادار تربع في مفيض الوصل نخوة بني مقرن على العادات تعزى لها دار الشرف والمرجله والمجد عز النزيل لاجا بوادر قالة فأنشه عن رجالها يادار قولي وين صاف الما وهدب النخيل اللي تعطف شرد الغزلان بضلالها وين المغاني والمباني والنسيم العليل وين الرجال اللي عرفنا تحتمي برجالها جدواي لي مني مررت الدرا دمعي يسيل واقول مما في ضميري أه عزالها حلف بالله يابلاده ماني بك بديل لوكان دار يجتبي الياقوت بسهالها هذه القصيدة قالها الشيخ في معشوقته الخالدة مسقط رأسه الدرعية حينما شخ القطر وغارت الأبار وندرت المياة وكانت السنة دهراً والقصيدة كانت جوابا للشاعر المعروف عبدالرحمن بن صفيان رحمه الله في قصدية له يطلب القطر من الله ان يغيث الدرعية فجاشت عاطفة شيخنا، رحمه الله، وذلك بتاريخ 1393ه وهي على لسان شخص صديق للشيخ ابن خميس هو عبدالله بن شامان رحمه الله ومن مطلعها: في رجم بن طلفاح عدا ابن شامان يشرف على مثناه وادي حنيفه يشرف على دار قديم لها شان دار كل الجزيرة مضيضه ومهيضه ماقال ابن صيفان قاف يخبر به وليف وليفه قال لواه بمرقب العصر طربان عدل موازينه وزان تعريفه وشاقه من المنشأ سناغر الأمزان من عارض كن المدافع رجيفه من جال هفافه الى جال بنبان قام يتقابس من طبوقه رفيفه كن يتعادي في مثانيه ريلان ومثل خشوم طوايق ضافي قنيفه سجى وشبح ولج واسجم بطوفان وأوجس مخايل عارضه منه خيفه وأضفى على الخمرة وبوضه وحمران وأطول على هاك المثاني وخيفه