لا يلام المتابع الرياضي لو استغرب استمرار بعض الاندية في المزايدات على بعضها البعض خلال فترة الانتقالات ومحاولات التخريب التي لا تمت للتنافس الرياضي والاحترافية بصلة، ومن خلال العودة الى الوراء اعواما طويلة نجد ان هذه الثقافة ولدت مع الكثير من الاندية السعودية التي ترى في التخريب على الاخر متعة وانتصارا لها على الرغم من ان ذلك ادانة لها بالعجز وعدم ابرازها لقدراتها التفاوضية، فضلا عن كونه عدم قدرة على تحديد الهدف وما هو اللاعب الذي يستحق ان يكون هدفا رئيسيا، وما هي ايضا المراكز التي يحتاج الى ترميم؟، وهذا هو المدافع القدساوي ياسر الشهراني يعيد طرح هذه الثقافة بين الهلال والنصر والتي ظننا انها تلاشت بعض الشيء ولكن هيهات، فالاول اخفق في تدبير قيمة انتقال الشهراني دفعة والواحدة على الرغم من تصريحات الادارة في اوقات مضت انها متى ما رأت ان هناك لاعبا يحتاجه الفريق ستجلبه، فضلا عن خطب اللاعب لودها وعدم ممانعة ادارة ناديه اذا سدد المبلغ المطلوب، اما النصر فهو حسب الانباء حضر بملايينه التسعة في شيك مصدق بعد الاتفاق مع ادارة القادسية التي حضرت الى الرياض مع دعم "فارس الخبر" بعدد من اللاعبين، ولكن الشهراني اختفى عن الانظار فجأة واغلق هاتفه النقال لاسباب وضعها البعض في مرمى شرفيي النادي المنافس للنصر الذي هو الاخر ربما لجأ الى خطة اتهام المنافسين بافساد الصفقة عندما فشل في اقناع اللاعب بالتوقيع له؟!. وبعيدا عن كون اللاعب مؤثرا ومن دخل اولا؟، يبرز السؤال المهم، الى متى وهذه النغمة المزعجة تتجدد في عام؟ الم تكن اي من ادارة الناديين الهلال والنصر او اي ناد اخر قادرة على حسم صفقاتها بالطريقة التي تضمن لها سلامة ادارتها بعيدا عن التخريب الذي اصبح وبالا ليس على النادي الذي ينوي التعاقد مع اللاعب وسد احتياجاته، انما على النادي "المخرب" الذي ربما يكون هدفه فقط حرمان المنافسين من لاعبين ربما لا يستحقون كل الضجيج والاتهامات التي تتحول الى شحن وخروج عن النص، وبالنسبة لمن يلوم ادارة القادسية بعدم الالتزام بوعودها فالجميع يدرك ان زمننا الحالي لم يعد زمن وعود، انما في عصر احتراف يجب ان يتعامل معه الجميع، ومن يدير المفاوضات بنجاح ويلبي الشروط التي يفرضها النادي الذي ينتمي اليه اللاعب ويدفع المبالغ المطلوبة فهو الاجدر بالموافقة، ومن حق ادارة القادسية او اي ادارة ناد اخر ان تبحث عن مصلحتها ومصلحة النادي من خلال رفع قيمة الصفقة الى اعلى سقف ممكن، اما الذي يلومها تارة ويدعي عدم قدرته على الدفع تارة اخرى ويعاتب اعضاء الشرف تارة ثالثة فعليه ان يتفرج على الاندية المنافسة وهي تبرم الصفقات بدلا من الدخول فيها وفي نهاية الامر يجد نفسه وقد خرج يجر ذيل الاخفاق وعدم القدرة على الوفاء بكلمته امام الجماهير والاعلام.