لا زالت مؤشرات أسعار السلع الغذائية على ارتفاعاتها السابقة خلال شهري رجب وشعبان برغم مضي ثلاثة أسابيع من رمضان والذي غالبا ما تشهد الأسعار هدوءا نسبيا حيث سجلت القوه الشرائية انخفاضا كبيرا للمستهلكين بعد مرور منتصف رمضان قدره موردون وتجار أغذيه بنحو 50 % عن بداية شهر رمضان, بعدما سجلت معدلات التضخم السنوي في شهر يوليو الماضي ارتفاعا بلغ 4.9% بالمقارنة مع 4.7% في شهر يونيو, مسجلا أعلى ارتفاع خلال الخمسة أشهر السابقة. وفي الوقت الذي ابدى المستهلكون تذمرهم من الارتفاعات المبالغة بالأسعار، أكد البنك الدولي أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت بنسبة 33% في يوليو الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وصعدت أسعار الذرة بنسبة 84% والسكر 62% والقمح 55% وزيت فول الصويا 47%. لكن بالرغم من ذلك كانت الأسعار أقل بنسبة 5% من الارتفاع الذي سجلته الأسعار في فبراير الماضي بسبب التراجع الطفيف في تكاليف الحبوب والدهون والزيوت ومواد غذائية أخرى , وأطلق البنك الدولي تحذيراته من استمرار حاله الغموض على مستوى أسعار الاغذيه على الصعيد العالمي خلال الفترة القادمة . وقال أحد موردي المواد الغذائية محمد العصيمي: أسعار المواد الغذائية في السوق المحلي لم يطرأ عليها أي تغيير بعد مرورمنتصف رمضان وظلت على مستوياتها قبل رمضان برغم انخفاض القوه الشرائية للمستهلكين 50 %. وتوقع أن يكون هناك انخفاضا في أسعار الأرز للمحصول الجديد الذي سيتم عرضه قبل نهاية 2011 بين 150 و 250 دولارا للطن بسبب تقلص طلبات الشراء من إيران والعديد من الدول ومن المنتظر أن تتراوح أسعار الطن بين 700 و1100 دولار بحسب الجودة والنوعية و1100 دولار للبسمتي. ووفقا لمورد الأرز محمد الشعلان، سجلت أسعار الأرز استقرارا في السوق المحلي في الوقت الذي استورد فيه التجار كميات كبيرة من المحاصيل هذا العام وصلت إلى مليون و200 ألف طن لجميع الأصناف، منها نحو 700 ألف طن من الأرز البسمتي الهندي, وسط تأكيدات من تجار الأرز باستمرار اعتدال الأسعار في الأسواق الداخلية خلال العام الحالي. وأوضح الشعلان أن استقرار أسعار الأرز في السوق المحلي جاء بفضل اعتدال سعر صرف الدولار مع العملات الأخرى, وتوفر المحصول بشكل كبير خلال العام الحالي في الهند وكثرة إنتاج الأنواع الأخرى من الأرز غير المصدر للمملكة لتصبح الفرصة مواتية لاستيراد الأنواع التي يفضلها ويرغبها المستهلكون السعوديون. وتأتي توقعات تجار الاغذية السعوديون منسجمة مع توقعات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بارتفاع إنتاج الأرز العالمي بنسبة 3% هذا العام بناءً على التحسن المتوقع في أحوال الطقس والدعم الحكومي للمزارعين، مما سينعكس إيجابا على الأسعار ويوقفها عن الارتفاع. وقدرت المنظمة أن يرتفع إنتاج عام 2011م من الأرز الذي يمثل السلعة الرئيسية لنصف دول العالم من 699 مليون طن متري إلى 720 مليون طن متري أو إلى 480 مليون طن من الأرز المطحون مقارنةً بما مقداره 466 مليون طن في العام السابق. وعزت المنظمة الزيادة المتوقعة في الإنتاجية إلى التحسن المنتظر في الأحوال الجوية وإلى العمل الجيد الذي يقوم به المزارعون في آسيا. وحسب التوقعات سيرتفع إنتاج آسيا من الأرز بنسبة 3 بالمائة ليصل إلى 651 مليون طن أو 434 مليون طن من الأرز المطحون بناء على الزيادة الكبيرة في إنتاج الصين والهند واستعادة الإنتاج الباكستاني لعافيته.