ارتفع الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة (معدل التضخم) بنسبة 4.9٪ في يولية 2011م مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، وسجلت مدينة جازان أعلى معدل تضخم سنوي بلغ 6,9٪، تلتها مدينة تبوك بنسبة 6,6٪، ثم مدينتا الدمام ونجران بنسبة 5,7٪ في كل منهما (الشكل أدناه). وقد يكون لأحداث مصر واليمن بعض التأثير على معدلات التضخم في مدينة جازان وتبوك ونجران، لأن معظم الارتفاعات سجلت في الأطعمة والمشروبات وأدوات العناية الشخصية ووسائل النقل والمواصلات. أما مدينة الدمام فتأثرت بشكل بالغ بارتفاع معدل تضخم مجموعة السكن وتوابعه التي سجلت نسبة ارتفاع سنوي بلغت 14,1٪، وهي أعلى نسبة ارتفاع تسجل في مدن المملكة متأثرة بارتفاع معدل التضخم في بند الإيجارات ) وأول شهر رمضان المبارك (أغسطس) لأسباب حميدة مثل نشاط الجمعيات الخيرية ومشاريع "إفطار صائم"، وأسباب غير حميدة مثل التسوق أثناء فترة الصوم التي يكون فيها المستهلك واقعا تحت تأثير الجوع. والبيانات التاريخية لمعدلات التضخم في المملكة تشير إلى أن نسبة التأثيرات الموسمية لشهر رمضان المبارك على مجموعة الأطعمة والمشروبات تتراوح ما بين 0,5٪ إلى 1,5٪. لكن في السنوات الأخيرة ضعفت التأثيرات الموسمية بسبب قوة العوامل الأخرى غير الموسمية. وقد ارتفع معدل التضخم السنوي لمجموعة الأطعمة والمشروبات بنسبة 5.8٪ في شهر يوليو الماضي. ولا تزال مجموعة الأطعمة والمشروبات من أقوى المجموعات تأثيراً على معدل التضخم العام، حيث بلغت نسبة تأثيرها على المعدل العام 35.7٪ في شهر يوليو 2011م، تليها مجموعة السكن وتوابعه بنسبة 31.8٪، ثم مجموعة سلع وخدمات أخرى بنسبة 24.0٪. وفي الأسواق العالمية، سجل مؤشر صندوق النقد الدولي لأسعار السلع الأساسية ارتفاعاً بلغت نسبة 38,2%. ومنذ مارس 2011م والنزعة التضخمية في السوق المحلية تتطابق مع النزعة التضخمية العالمية، حيث اختفت الفجوات الكبيرة التي شهدتها فترة الثلاثة أرباع الأولى من عام 2009م، والنصف الأول من عام 2010م (الشكل 2). ويلاحظ أن قوة الارتباط بين مؤشر صندوق النقد الدولي والمؤشر العام في المملكة تكمن في أسعار الأطعمة والمشروبات في الأسواق العالمية (الشكل 3). [email protected] * مستشار اقتصادي