حث الزعيم الليبي معمر القذافي شعبه في ساعة مبكرة من صباح امس على "تحرير ليبيا" من حلف الاطلسي والخونة فيما بدأ معارضون في الغرب يضيقون الخناق على طريق امدادات رئيسي لطرابلس. ورغم النفي تواترت انباء عن اجراء ممثلين من حكومة القذافي محادثات سرية مع ممثلين للمعارضة في فندق في جزيرة جربة بجنوب تونس لانهاء الصراع الدائر منذ ستة أشهر. والتقدم المثير الذي تابعته رويترز يوم السبت قاد لسيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس على الساحل ليمكنهم ذلك من قطع امدادات الطعام والوقود من تونس إلى معقل القذافي في العاصمة. ولا تواجه طرابلس تهديدا فوريا من هجوم مقاتلي المعارضة ولكن قوات المعارضة حاليا في أقوى وضع لها منذ اندلعت انتفاضة في فبراير/ شباط على حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما فهي تسيطر على الساحل شرقي وغربي طرابلس. وقال المحلل شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في لندن "سقوط الزاوية سيكون أكبر تقدم للمعارضة منذ تحرير مصراتة. انه داعم حقيقي للمعنويات ويوحي بشعور بوجود زخم." وتابع "انها ضربة ثلاثية الابعاد للقذافي إذ توجد بها مصفاة النفط الوحيدة العاملة وربما تسمح للمعارضة بالاستفادة من مبيعات النفط على المدى المتوسط كما تقع على طريق امداد رئيسي وتغلق طريقا مهما من الحدود التونسية إلى العاصمة." ولكن مقاتلا من المعارضة قال إن قوات القذافي ما زالت تسيطر على المصفاة على الساحل. وقال مسعفون على مشارف المدينة ان طلقات رصاص القناصة وقذائف المورتر لقوات القذافي قتلت ثلاثة مدنيين .واصيب رجل في رأسه وتوفيت فتاة في الخامسة عشر متاثرة بجروح نتيجة اصابتها بشظايا. وقال وليد شقيق امراة اصيبت بشظايا إن قوات القذافي "جعلت الحياة صعبة للغاية بالنسبة لنا في الاشهر القليلة الماضية. مشطوا المنازل والقوا القبض على اشخاص والان يطلقون الرصاص علينا بشكل عشوائي." وذكر ليبيون يفرون جنوبا بسياراتهم انهم سمعوا دوي معارك في منطقة يطلق عليها الحرشة بين طرابلس والزاوية. وقال شخص رفض ذكر اسمه "سمعت دوي معارك في طريقنا إلى هنا" وأضاف ان المعارضة اشتبكت مع قوات القذافي داخل طرابلس الليلة قبل الماضية. وتابع "لا يوجد بنزين او كهرباء وأسعار المواد الغذائية ارتفعت 300 في المئة ولا يمكن ان نعيش على هذ النحو." وجاء احدث توجيه من القذافي لانصاره في كلمة وجهها في ساعة مبكرة من صباح امس عبر خط هاتف رديء وبث التلفزيون الصوت فقط. وهذه اول مرة يتحدث فيها القذافي منذ ان شن مقاتلو المعارضة أكبر هجوم لهم منذ أشهر. وقال القذافي ان الشعب الليبي سيبقى وستبقى ثورة الفاتح التي اتت به للسلطة في سبتمبر 1969. وحث القذافي الليبيين على السير إلى الامام والتحدي وحمل السلاح والذهاب للقتال من اجل تحرير ليبيا "شبر شبر من الخونة وحلف الاطلسي." وطلب القذافي من الشعب الليبي الاستعداد للقتال وقال ان دم الشهداء وقود ساحة القتال. وفي جربة ابعد رجال الامن أمس رويترز عن الفندق الذي قال مصدر طلب عدم نشر اسمه إن المحادثات بين المعارضة وممثلي الحكومة تجري فيه. وفي طرابلس نفى موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية التقرير بوصفه حربا اعلامية ضد الحكومة الليبية. وقال ان القذافي موجود في ليبيا يقاتل من اجل حرية البلاد ولن يغادرها. وجاءت كلمة القذافي بعد يوم حافل في شمال غرب ليبيا اعلنت خلاله المعارضة السيطرة على صرمان بالقرب من الزاوية. ويدور قتال في بلدة غريان عند البوابة الجنوبية لطرابلس وسمع دوي اطلاق النار قرب معبر رئيسي على الحدود بين تونس وليبيا.