الكثير من الرياضيين السعوديين لا يعرف أو نسي متى آخر منتخب سعودي وصل لمنصات التتويج في البطولات الآسيوية لكرة القدم لذا من حق المتخصصين في الاحصاء أن يمنحوا منتخبنا مركزاً متأخرا في التصنيف على مستوى العالم , وإذا اعترفنا أننا نستحق هذا المركز فإن ذلك هو بداية التصحيح أما أن نفكر كيف ننتقد الجهة المصدرة لهذا التقييم فإننا سنستمر على هذا المركز سنوات طويلة وقد نتأخر وتسبقنا دول ليس لها تاريخ في كرة القدم , وبالرجوع لآخر الانجازات للمنتخبات السعودية نجد ان المنتخب السعودي الاول حقق كأس آسيا قبل 15 سنة في عام 1996م ومنتخب الشباب قبل 20 سنة في 1992م ومنتخب الناشئين قبل 23 سنة في عام 1988م اما من ناحية وصولنا للاولمبياد فكان آخر وصول قبل 15 سنة في عام 1996م فلماذا أبتعدنا كل هذه السنوات الطوال ولو سألت أحد طلاب الجامعات في السعودية عن الانجازات السعودية فالبتأكيد انه لا يذكر أي أنجاز سوى ثمانية المانيا, وخمسة اليابان , هل لا يوجد لدينا تخطيط ؟ ام لا يوجد لدينا مواهب ؟ احضرنا المدربين العالميين واحدثنا الكثير من الخطط وكان لدينا منتخبات تزخر بالمواهب ولكن لا جديد , ومن خلال متابعتي للمنتخبات السعودية وعملي سابقاً في منتخب الشباب والاولمبي كمنسق إداري فإن المنتخبات السعودية وخصوصآ الفئات السنية لا تهتم نهائياً بالأمور النفسية للاعب ولديهم اعتقاد ان اللاعب السعودي لا يبدع الا عندما يكون عليه ضغط نفسي رهيب لاثبات وجوده في المركز الذي يلعب فيه , وهذه يثبته خسارة المنتخبات السعودية للكثير من البطولات السهلة التي نستضيفها ونخسرها بكل سهولة بعد ان كانت في متناول أيدينا مثل خسارتنا لنهائي كأس أسيا 2007م ثم فشلنا في التأهل لكأس العالم 2010م في مباراة كوريا الشمالية في الرياض , ثم فشلنا في التأهل لاولمبياد بكين 2008م بوجود مواهب كبيرة في مباراة ضد اليابان بعد طرد احد لاعبي المنتخب , وكذلك فشلنا في الفوز بكأس آسيا للشباب 2008م ونحن نستضيفها في الدمام بمنتخب من أفضل المنتخبات السعودية مهارة , ثم فشلنا في الفوز على أستراليا في كأس آسيا للشباب 2010م في دور الاربعة , وفشل منتخب الناشئين في الكثير من البطولات في مراحل الحسم لأن هناك ضغوطاً نفسية على كل لاعب سعودي يشارك لانه مطالب بتحقيق البطولة وإثبات وجوده مهما كانت الظروف , ومنذ وقت قريب شاهدنا منتخب الشباب يخسر نهائي البطولة العربية الاولى بعد ان كان متقدما والفريق المغربي ناقص طوال المباراة , وكذلك منتخب الناشئين كاد ان يخسر المباراة ضد السودان بعد ان كان متقدماً بفارق هدفين , وإن الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو الاستعانة بالاطباء النفسيين والاداريين المتخصصين في الادارة الرياضية وأن يكون كل منتخب يضم الكادر الطبي له طبيب متخصص بالامور النفسية لتخفيف الضغوط عن اللاعب السعودي كما هو معمول به في دول العالم وخصوصاً في الفئات السنية , ويجب ان يكون هناك تواصل كبير بين اللاعبين وإدارة المنتخبات لحل جميع المشاكل التي يواجهها اللاعب السعودي ولا يلقي لها بالاً إداريي المنتخب وقد يكون مدير المنتخب او الاداري شخص غير مؤهل او غير مرغوب فيه من اللاعبين او الكوادر الموجودة في المنتخب لانه غير مؤهل لذلك ولا يلقى ذلك اي اهتمام من إدارة المنتخبات وتكون نتيجته عكسية على المنتخبات السعودية وتزداد الفجوة ويتأخر المنتخب أكثر في التصنيف العالمي في كل موسم .