يبدو أن القرار الذي أعلنته الإدارة الهلالية يقضي بإعارة قائد الفريق وهدافه ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي لم يأت مفاجئاً مثلما يراه المتابع الرياضي، فرغم أن خطوة الإعلان عن هذه الصفقة كان مفاجئاً لا أن ذلك يبدو مختلفاً في أروقة المسؤولين في البيت الأزرق فالتعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب في خط المقدمة كان بمثابة جرس إنذار للتخلي عن خدمات القناص الهلالي ، فرغم نفي مدير الكرة سامي الجابر صحة الأخبار عن إعارة ياسر القحطاني للعين الإماراتي قبل عدة أسابيع عبر برنامج تلفزيوني ، إلا أن التعاقدات التي أبرمتها الإدارة الهلالية كانت توحي وبشكل واضح للتخلي عن ياسر القحطاني مصادقة بذلك على صحة الأنباء التي ظهرت في الفترة الماضية ترجح مغادرة ياسر للعين وكما جرت العادة فالإدارة الهلالية نفت ذلك ثم صادقت على صحة الخبر بعد الاتفاق النهائي مع العين الإماراتي ، وتأتي مغادرة القحطاني الدوري السعودي خطوة لا يتمناها أي رياضي لاسيما وأن الوجه لم تكن نحو أوروبا بل إلى دوري خليجي آخر لا أراه يتفوق مستوى على الدوري السعودي مع الاحترام لعراقة العين الإماراتي ولجماهيره الراقية إلا أن الجميع يتفق على أن مستوى الدوري الإماراتي يقل عن الدوري السعودي وبالتالي إنتقال ياسر لا يأتي في الإطار الذي أوضحته الإدارة الهلالية بأنها ترغب بمنحه (فرصة الإحتراف الخارجي) فإمكانيات القحطاني تؤهله للوصول إلى الدوريات الأوروبية واللعب هناك وليس بالضرورة أن يلعب مع نادي برشلونة الأسباني أو ريال مدريد أو حتى ميلان الإيطالي ، بل كان من المنطقي أن نراه في نادي أسبانيول الأسباني أو نادي بارما الإيطالي أو أي ناد من الأندية المتوسطة في الدوريات الأوروبية فلا أرى أن مستوى الحسن كيتا وهو الذي كان محترفاً في صفوف بلد الوليد قبل انتقاله للشباب مؤخراً يتفوق على مستوى القحطاني ، ولكن الفارق أن كيتا لا يرتبط بنادي معين وبالتالي قيمته المالية منخفضة فاستطاع اللعب بنادي أسباني وكسب الاحتكاك مع لاعبين على مستوى عال بينما القحطاني يرتبط بعقد مع ناد بحث عن المال منجرفاً وراء مطالبات بعض الجماهير بالتخلي عن ياسر . مازلت أرى أن ياسر كان ومازال قادر التفوق على أجانب الهلال الجدد وأن ابتعاده عن البيت الأزرق ستدفع إدارة الهلال ثمنه غالياً ، وسيظهر الفراغ الذي خلفه رحيل القحطاني على صفوف الهلاليين عقب أشهر حيث ستكتشف إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن خطوتها التي أقدمت عليها كانت خاطئة ولم تصب في مصلحة الهلال ، أما عن ياسر فأنني أراه قادرا على تقديم مستويات متميزة وإظهار نفسه بصورته التي تعودت الجماهير أن تراه عليها متى ما واصل العطاء والأداء بنفس المستوى ، فرحيله عن الدوري السعودي أراه خيراً لياسر حتى وإن كنت اختلف مع الوجه التي ذهب لها ولكنها رغبت الإدارة الهلالية التي أخطأت التقدير بذلك ، ياسر الذي واجه مضايقات في الدوري السعودي من هتافات جماهيرية وإساءات كثيرة لم تستطع إدارة الهلال حمايته ووقفت موقف المتفرج على مايحدث لتنجرف بعد ذلك وراء المطالبات التي طالبت بإبعاد ياسر عن صفوف الفريق وهو ماحدث مؤخراً . أخيراً .. فإنني أرى أن وجود كوزمين في نادي العين سيساعد القحطاني من التألق وتقديم مستويات كبيرة ولا أستبعد رؤيته هدافاً للدوري الإماراتي ، أما الهلال فسيدفع ثمن التخلي عن نجم بإمكانيات وقدرات القحطاني غالياً لاسيما وأن ياسر مازال في قمة عطائه وأثبت ذلك خلال تقديمه مستويات متميزة في اللقاءات الودية مؤخراً والتي أحرز خلالها عدداً من الأهداف.