تكررت أخبار عزم اليونان على بناء "جدار" من الأسلاك الشائكة يفصل بينها وبين تركيا كجزء من وسائل الوقوف في وجه الهجرة غير الشرعية.. ألا ترون أن "الجدران" العازلة في العالم أصبحت من الماضي، جدار برلين تحطم، ونحن نعيش بناء جدار جديد بذريعة الحد من عبور المهاجرين، هذا أمر غير منطقي. ثم إن الهجرة لن تتوقف في ظل ظروف الحرب والفقر التي تعيشها بلدانهم تلك، وأن مسألة الهجرة غير الشرعية مسألة دولية، ويجب أن تجد حلا دوليا، وإن الحواجز بين البلدان ليست الحل المناسب. وسيدفع الدراسة والتمويل الاتحاد الأوربي . ويبلغ طول الحدود التي تفصل بين تركيا واليونان أكثر من مائتيْ كيلومتر، منها ثلاثة عشر كيلو متراً حدود برية، والباقي يشكلها نهر ميريج الذي ينبع من بلغاريا ويصب في بحر إيجة مرورا باليونان وتركيا. ولندع الجغرافيا جانباً . ولنعدْ للتاريخ فهناك سور الصين العظيم ، وسد يأجوج ومأجوج . وخط بارليف (تحطيمه كان بصمة العزم العربي) عام 73 ميلادية . وتفكر بلدان كثيرة الآن بالدخول إلى "اقتصاد الجدران". تقدم الرصد الإلكتروني والعدسات الحساسة للضوء، والكاميرات الخفية ذوات الارتباط بالأقمار الاصطناعية وطائرات الإيواكس. مختصر عبارة : ( Airborne Warning and Control System ) أي :(نظام الإنذار والسيطرة المحمول جوّاً) كلّ هذه التقنيات لم تنفع ! ، فعدنا إلى "الجدران" والأسلاك ، لأننا مشحونون بالخوف . ألا ترون الكيان الصهيوني على زعم تقدمه التقني لا يفكر إلا بالجدران ! ، فبين حين وآخر نسمع عن مشروع جدار! . وكذلك في منطقة رفح حيث قرأنا عن شيء مماثل. وكانت المدن والقرى عندنا تُحاط بسور من الطين والحجارة يسمونه ( العَقدة ) بفتح العين وسكون القاف وكسر الدال . ويجري إنشاء بوابة (دروازة) أو أكثر . تُغلق بعد صلاة العشاء وتُفتح بعد صلاة الفجر. وربما قام في السور بعض الأبراج لمراقبة القادم عن بعد ، وإنذار الأهالي إن لزم الأمر. ودعوة الأمهات لأولادهن هي : يحيط عليك سور . معناها يحرسك الله ، أو يحفظك . وهو (أي السور) كما نرى عبارة عن انصراف طبيعي لدى البشر. فمهما أوتينا من تقنية لابد من (سور، أو جدار ، أو حائط).. أو أن فيه ريحة مقاولات في الموضوع ؟