فكّر بأبنائك الصغار.. بإخوتك الصغار.. وفي كل بيت حولك أو بعيد عنك هناك إخوة وأبناء ترعاهم أبوة أو اخوة أكبر.. ماذا تعني «ترعاهم»، أي ما هي نوعية المسؤولية تجاههم؟.. ما يتبادر إلى الذهن هو رد عفْوي طبيعي يعني توفير غذائهم ومستلزمات حياتهم.. هذا مطلب طبيعي عفْوي تتحمّله أكثرية الرجال.. لكن الإجابة عن هذا السؤال تختلف إذا كنت تقوله في مجتمع غربي.. لأن مستويات الوعي، كفاءات خدمات المستقبل، توفِّر مناخات تحسّن حتمي لمستقبل هؤلاء الصغار.. ثم يأتي جيل يتحمّل مسؤوليات أكثر مما كان عليه الجيل السابق.. وإلى حد ما يختلف الأمر أيضاً إذا كنت تتحدث في أكثرية شعوب آسيوية متقدمة التطوير أو أن يكون ذلك في أمريكا الجنوبية.. أما في العالم العربي فإن تدني الوعي ووجود مبررّات الخصومات تجعل المواطن ينظر إلى يومه.. إلى عامه الذي هو فيه ومَنْ هم أطفال عنده ملحقون بما يحققه لنفسه وليس بما يعدّه من أجل مستقبلهم.. إلا هذا البلد النبيل.. المملكة.. مجتمعنا السعودي.. ولا نختلف بأنه يوجد لدينا بعض معوقّات لكن ليس لدينا قصور.. لدى قليل منا تشكيك بما تعنيه ثقافة الوعي الاجتماعي الغربية.. لكن نتفق أننا بحاجة إلى بناء مستقبل.. عرب قد يملكون إمكانيات كالعراق مثلاً وقد لا يملكون لكنهم لا يسيرون في مسار مستقبل بقدر ما هم معاقون بظروف حاضر.. نحن مع الرجل الرائد المتعدد الكفاءات الملك عبدالله نتّجه وبوضوح صراحة شواهد نحو تأكيد إمكانيات أبناء مستقبل.. عدد ليس بالقليل من المشروعات العظمى بمئات بلايين الريالات لن نكون الأقرب إلى نتائج إيجابياتها، لكنها ستكون تعدّد إمكانيات وسخاء معيشة لجيل الأطفال حالياً.. الرجال العاملون في المستقبل.. هذا واقع ليس بالسهل أن يتوفر وبتعدّد مواقع.. لماذا هذا الكلام.. إذاً تأتي لماذا أخرى وهي: كيف تمكنت الصين أو الهند بتعدّد سكان بليوني من أن تتفادى واقع التشتّت في أكثر من ست دول عربية يُفترض أن يكون معظمها أكثر استقراراً وتقدّماً، لكن لأن الشارع هو منصة الاعتراضات، ولأن القتل الجماعي هو لغة الرد على الاعتراضات كان حتماً أن تأتي النتائج بعزل تام.. تام.. بين السلطة والمواطن.. وأن يتحوّل المواطن إلى راكض مرهق خلف وظيفة عمل في غير بلده وتوفير لقمة العيش لمَنْ في بيته.. يجب أن نفهم جيداً.. جيداً.. طبيعة الأوضاع حولنا إذا أردنا أن نحافظ على الإيجابيات الكبرى لمستقبلنا، لعصر رجولة أطفالنا.. حيث بيننا تتكاثر شواهد هذه الحقائق..