بعد القمع الدموي للتمرد في انديجان شرق اوزبكستان، يتصاعد التوتر في منطقة نمنقان المجاورة معقل التيار الاصولي الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء الاضطرابات في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وقد ضاعفت السلطات التي تسعى الى الابقاء على سيطرتها على الوضع في نمنقان، حواجز الطرق ونقاط التفتيش في المنطقة الواقعة في وادي فرغانة مهد الحركة الاسلامية الاوزبكستانية. ويقول طلاب المدينة ان مدرسيهم امروهم بعدم نقل صور القمع في انديجان التي شاهدوها على القنوات الاجنبية على شاشات التلفزيون في الجامعة، الى بيوتهم. ولا تصدر اي انتقادات عن السكان الا بعيدا عن الآذان المنتشرة سرا. وقال صاحب مصنع للالبسة ان «الناس لم يعودوا يحتملون كل هذه المشاكل». واضاف «لضمان تشغيل مصنعي علي ان ادفع رشاوى الى كل المسؤولين المحليين (...) في الجلسات الخاصة يقول لي اصدقائي انهم سيدعمون اي تمرد». ويوضح تورسونبوي ان ولديه حكم عليهما بالسجن 17 عاما. وقال «منذ سنوات طلبت الشرطة من جارنا نصب كاميرا في منزلي لمراقبتنا لكن الجار رفض». ويرفض تورسونبوي اتهامات السلطات موضحا ان ولديه كانا يوزعان منشورات لحزب التحرير الحركة التي تدعو الى اقامة خلافة اسلامية في كل وسط آسيا. ويوضح ان ابنه الثالث امضى تسعة اشهر مختبئا قبل ان يستسلم للشرطة ويوقع رسالة تطلب الصفح من الرئيس ويؤكد فيها انه يرفض مبادئها فتم الافراج عنه. ويؤكد تورسونبوي ان «معظم الناس سيدعمون حزب التحرير اذا سمح له بنشر افكاره بحرية«، موضحا «علينا ان نعيش ونعمل في وسط اسلامي». ويؤيد كثيرون هذه الافكار في نمنقان المدينة التي ولد فيها جمعة نمنقاني مؤسس الحركة الاسلامية الاوزبكستاني في 1996 وكان يناضل ضد السلطة العلمانية وقمع اسلام كريموف.وشنت المجموعة عدة هجمات من افغانستان المجاورة حيث كانت تتمتع بحماية حركة طالبات حتى سقوطها في 2001 بعد غزو القوات الاميركية اثر اعتداءات الحادي عشر ايلول/سبتمبر. ويبدو ان نمنقاني قتل ونجحت السلطات في القضاء على حركته. لكن ليس الجميع في المدينة يريدون اقامة نظام اسلامي في هذا البلد حيث يعيش جزء كبير من 24 مليون نسمة في البؤس. من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس الاول الثلاثاء اوزبكستان الى «الانفتاح» في اعقاب القمع الدموي للتظاهرات ورفضت الانتقادات التي افادت ان واشنطن تساهلت في السنوات الاخيرة مع النظام في طشقند. وقالت رايس في ختام لقاء مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو «بعد الاحداث التي وقعت في الفترة الاخيرة، نأمل في ان تبدي الحكومة الاوزبكية مزيدا من الانفتاح لتدرك ما حصل». واضافت رايس في تصريح صحافي «لا احد يطلب من اي حكومة ان تتفاوض مع الارهابيين. فالمشكلة لا تكمن هنا. المشكلة هي مشكلة مجتمع يحتاج الى الانفتاح والاصلاحات». ونفت رايس ايضا ان تكون واشنطن تجاهلت في السنوات الاخيرة عمليات القمع التي يمارسها نظام الرئيس اسلام كريموف بحجة ان اوزبكستان حليفة الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب. وخلصت رايس الى القول «يمكننا ان نجد في السنوات الاخيرة اثرا لمساعينا لدى حكومة كريموف، وقد قلنا له بصراحة ان الوقت حان لانفتاح النظام السياسي واجراء اصلاحات». فيما دعا الاتحاد الاوروبي امس الاربعاء إلى إجراء تحقيق مستقل في أحداث العنف التي وقعت بشرق أوزبكستان في نهاية الاسبوع الماضي. وقالت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو-فالدنر للصحفيين «يتعين أن نعلم بحقيقة ما حدث.« وأضافت أن الاتحاد الاوروبي بذلك يكون قد انضم إلى دعوة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس لاجراء «تحقيق مستقل» في الاحداث. وقالت فالدنر إن زيارة إلى مدينة أنديجان من جانب دبلوماسيين غربيين وصحافيين ربما تلقي بمزيد من الضوء على آخر التطورات هناك. ويرتبط الاتحاد الاوروبي باتفاق شراكة وتعاون مع أوزبكستان. وقالت فالدنر إن الاتحاد الاوروبي يساعد الحكومة الاوزبكية في إجراء إصلاحات مرتبطة بمكافحة الفقر فضلا عن إصلاحات برلمانية.