توفيت الأميرة سلطانة السديري عليها رحمة الله وغفرانه بعد رحلة من الخير والعطاء...,سلطانة السديري تميزها يأتي بتنوع نجاحاتها فهي الزوجة الفاضلة لرجل بقامة سلمان بن عبدالعزيز، وهي الأم التي ربت أبناءها على الخير والاعتماد على الذات ...,لم تؤسس فيهم ثقافة الارتكاز على الاسم بل أسست فيهم ثقافة العلم والعمل وعمل الخير وفق فلسفة تطوعية يتنوع فيها العمل الخيري... كانت تعمل الخير بصمت لا يعرفه إلا القلة تحرص على أن تمد يد العون للكثير ليس مادياً فقط بل ومعنوي فلم تكن تغلق بابها في وجه أحد مهما كانت مسألته ...,ورغم مرضها استمرت أبوابها مفتوحة لعمل الخير دون كلل ... آلمها فقدان ابنيها الأميرين فهد وبعده أحمد "رحمهما الله " وهذا أصعب ألم يمكن أن تواجهه أم ولكنها كانت الصابرة المحتسبة اجترعت ألمها في زيادة العمل الخيري.. تستطيع أن تعدد تنوع مزايا تلك المرأة، ولكنك تعجز عن تحديد أهمها فهي متنوعة وتعطي أولوية دائمة لكل واحدة منها ولكن المرحومة بمشيئة الله كانت أمّاً متميزة فقد كانت الشريك الرئيس للأمير سلمان في تربية أبنائهما على العمل الخيري... سلطانة السديري أو أم فهد رحمهما الله كما تحب أن تكني نفسها كانت مدرسة في الطيب والتربية والعمل الخيري...، من يلتقي بها يتمنى لقاءها دائما فقد كانت لبقة الحوار مثقفة تملك الحكمة فيما تقول تحب أن تتكلم عن أبنائها بكل افتخار لا تخلو حواراتها من الحكمة والبعد الإنساني...,تصبغ على جليساتها بالكلمات الطيبة، وتركز على ايجابياتهن برؤية لايستطيعها إلا من امتلأ قلبه بالحب والاحترام للجميع دون تمييز بين البشر، فالكل عندها مهمون ويستحقون الحب والتقدير... فقدان مثل تلك الإنسانة صعب، والعزاء لسمو الأمير سلمان يأتي في حجم الحب الذي يكنه الكثيرون لسموه حيث مشاركته ألم الحزن في مساحة عزاء كبرت بحجم سموه الذي اعتاد أن يكون شريك الكثيرين في ألمهم وحاجتهم...,والعزاء لإخوتها وأخواتها.. والعزاء لأبنائها كبير بحجم الخير الذي زرعته والدتهم في وجدانهم فكانوا متميزين بنجاحهم وتعالي تطوعهم... والعزاء للأميرة حصة التي ارتبطت بوالدتها كثيرا وعايشتها لحظة بلحظة في سنوات مرضها التي نسأل الله أن تكون تكفيرا وطهورا لها رحمها الله وغفر لها ذنبها، فقد عانت في سنوات عمرها الأخيرة أعظم الألم ولكن دون أن تفقد إيمانها وصبرها... رحم الله الأميرة سلطانه وعظم الله أجر محبيها...