واصل المستثمرون عمليات بيع كثيفة للأسهم في البورصات العالمية امس لليوم الثامن على التوالي حيث تراجعت الأسهم الأوروبية متأثرة بموجة انخفاض الأسهم في بورصات آسيا ونيويورك مما دفع حملة الأسهم إلى التفكير في البحث عن استثمارات آمنة. وتراجع مؤشر ستوكس الأوروبي المؤلف من 600 سهم بنسبة 84ر2% إلى 34ر236 نقطة في عمليات التداول الصباحية حيث سارع المستثمرون إلى التخلص من الأسهم وسط مخاوف بشأن قدرة القادة الأوروبيين على احتواء أزمة ديون المنطقة ومخاوف من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود. وتراجع مؤشر ستوكس المؤلف من 600 سهم بنسبة 11% على مدار أسبوع. وبعدما امتدت فترة اضطراب سوق الأسهم شهدت عمليات التداول يوم جمعة أسود حيث فتحت بورصات لندن وفرانكفورت وباريس على تراجعات كبيرة. ودفع هذا التراجع الكبير المستثمرين إلى البحث عن استثمارات آمنة حيث سجل الفرنك السويسري أعلى مستوى له على الإطلاق كما ارتفع سعر أوقية الذهب بنسبة 6ر0% إلى 1659 دولارا. وسجل توجه مماثل في الاسواق الاسيوية ولا سيما في طوكيو حيث وصل التراجع الى 3,72% الجمعة. وبعد اسبوع من الضغوط والترقب تراجعت الاسواق المالية نتيجة تفاقم المخاطر بشان وضع الاقتصاد العالمي. وكانت وول ستريت سجلت تراجعا كبيرا الخميس اذ خسر مؤشر داو جونز 4,31% متدنيا الى المستوى الذي كان عليه في ديسمبر فيما تراجع مؤشر ناسداك 5,08%. وقال كاميرون بيكوك المحلل لدى شركة ايه جي ماركتس ان البورصات "في حالة من الهلع المطلق" وهي "لا تحظى باي دعم تقريبا، ولو ان الاسهم باتت الان متدنية الاسعار الى حد كبير". ولم يتمكن البنك المركزي الاوروبي الذي قرر اعادة شراء الدين في الاسواق من وقف تراجع البورصات الخميس بالرغم من ابدائه تصميما كبيرا على التصدي للازمة. وفيما عكست اخر المؤشرات الصادرة في الولاياتالمتحدة ضعف نمو القوة الاقتصادية الاولى في العالم مثيرة مخاوف المستثمرين، تترقب الاسواق بقلق صدور ارقام الوظائف الاميركية لشهر يوليو المقرر اعلانها مساء امس. وانخفض سعر الخام الأمريكي دون مستوى 86 دولارا امس مقتربا من تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أوائل مايو الماضي وسط مخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي تدفع المستثمرين إلى سحب استثماراتهم من أسواق السلع التي تخلت عن مكاسبها القياسية في 2011. وانخفض سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي بنحو تسعة بالمئة في حين هبط الخام الأمريكي بنسبة عشرة بالمئة هذا الأسبوع مع تنامي المخاوف من ان يكون أكبر اقتصاد في العالم ينزلق مرة اخرى إلى حالة كساد ما يهدد نمو الطلب على النفط. وهدد تصاعد أزمة الديون في أوروبا كذلك بالانتشار إلى إيطاليا واسبانيا وهما من أكبر اقتصادات منطقة اليورو.