لف مشهد الاقتصاد العالمي خلال اليومين الماضيين حالة من القلق بشأن تعرض الاقتصاد العالمي لنكسة مالية جديدة تدخله في نوبة من التباطؤ الشديد ما سيوهن من أدائه ويعرض معظم شعوب العالم إلى موجة من ضيق العيش ونقص المصادر ويكبح من عجلة التنمية المستدامة الأمر الذي سيفاقم من القلاقل السياسية في بعض دول العالم ويعمق من المشاكل الأمنية ويربك من انسياب الاستثمارات التي تعتبر المحرك الرئيس لعجلة الاقتصاد العالمي والمحفز الأساس لدفع التنمية للتقدم. وسرى الوجل أمس بين الأسواق العالمية التي راحت تسجل خسائر موجعة للمستثمرين بعد تنامي القلق من أن يكون الاقتصاد الأمريكي وهو أكبر اقتصاد في العالم ينجرف مرة أخرى إلى حالة كساد ما يهدد نمو الطلب على النفط. وتضافرت هذه المخاوف مع تصاعد أزمة الديون في أوروبا واحتمال انتشارها الى ايطاليا واسبانيا وهما من أكبر اقتصاديات منطقة اليورو وربما العبور إلى دول أخرى لا تقل أهمية في مساهمتها في الاقتصاد العالمي. وقد دفعت هذه الأنباء أسعار النفط إلى الهبوط بنسبة 10%، حيث هوى خام ناميكس القياسي في مستهل تعاملاته الصباحية ليوم أمس الجمعة إلى 82.78 دولارا للبرميل قبل أن يرتد في منتصف التداول إلى 87.09 دولار في ظل أنباء انفجار خط أنابيب أيراني يوصف بأنه الأكبر في البلاد وتبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 40 الف برميل يوميا، فيما هبط خام برنت القياسي في الأسواق الأوروبية إلى 106 دولارات للبرميل متأثرا بأجواء التشاؤم التي هيمنت على تلك الأسواق وانعكست سلبا على أداء أسواق الأسهم وبعض السلع الأساسية. كما تأثرت أيضا بتقرير لبنك «باركليز كابيتال» الذي خفض تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط متوقعا أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام إلى 88.68 مليون برميل يوميا وهو ما يغاير توقعات وكالة الطاقة الدولية التي توقعت أن يصل إلى 89.5 مليون برميل يوميا ويصعد إلى 91 مليون برميل يوميا في 2012. وتكثف أمانة منظمة دول الأوبك دراستها لجميع المعطيات المستقبلية لتكوين رؤية تمنح قراءة تقريبية لمستقبل الطلب على النفط يمكن أن تهتدي بها دول الأوبك لانتهاج سياسة إنتاجية تجنبها التعرض لخسائر مؤلمة جراء انهيار أسعار النفط في حالة تدهور الاقتصاد العالمي. وتقول مصادر في الأوبك أن اللجان الفنية والاقتصادية المختصة بالمنظمة تكثف جهدها لجمع أكبر قدر من المعلومات حول وضع السوق النفطية والمسارات المحتملة للاقتصاد العالمي والعوامل والتي تؤثر على حجم الطلب على النفط في مختلف أسواق الطاقة لتقديم رؤية تحليلية إلى اجتماع المنظمة الدوري 160 المزمع عقد في 14 ديسمبر القادم، مستبعدة أن تدعو المنظمة إلى اجتماع طارئ طالما بقي النفط فوق 70 دولارا للبرميل. الذهب استفاد من اندفاع المستثمرين إليه كملاذ آمن وصعد إلى أكثر من 1670 دولار للأوقية في التعاملات الصباحية أمس وسط تنبؤات بأن تصل أسعاره إلى 1740 دولارا.