أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوما تشريعيا خاصا حول تأسيس الاحزاب وتنظيم عملها ومرسوما تشريعيا اخر حول قانون الانتخابات العامة، كما افادت وكالة الانباء السورية (سانا). وقالت سانا ان الرئيس السوري "اصدر اليوم (امس) المرسوم التشريعي الخاص بقانون الاحزاب" حول تأسيس الاحزاب وتنظيم عملها. وكانت الحكومة السورية اقرت في 24 يوليو مشروع قانون يرعى تأسيس الاحزاب وينظم عملها، وذلك "ترجمة لتوجهات برنامج الاصلاح السياسي وبهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة" كما افادت الوكالة حينها. واضافت الوكالة ان الرئيس السوري "اصدر اليوم (امس) المرسوم التشريعي الخاص بقانون الانتخابات العامة". وكانت الحكومة السورية اقرت في 26 يوليو مشروع قانون الانتخابات العامة "استكمالا لانجاز حزمة التشريعات التي تترجم برنامج الاصلاح السياسي" حسبما افادت الوكالة حينها. واضافت الوكالة ان هذا القانون "يهدف الى تنظيم انتخاب اعضاء مجلس الشعب واعضاء المجالس المحلية وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها". من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لاذاعة فرانس انفو ان فرنسا ترى ان السماح بالتعددية الحزبية في سوريا الذي اصدره الاسد امس "اقرب الى استفزاز" في اجواء العنف ضد المدنيين. وفي الوقت نفسه، لم يستبعد جوبيه ان تطلب فرنسا من مجلس الامن الدولي الذهاب "ابعد" من البيان الذي اقر الاربعاء لادانة قمع التظاهرات "اذا لم يتغير شيء في الجانب السوري". وقال الوزير الفرنسي ان "النظام السوري اعلن اخيرا السماح بالتعددية الحزبية بشكل لا يتمتع بمصداقية كبيرة، انه اقرب الى استفزاز". واضاف ان "ما ننتظره اليوم هو انهاء العنف ضد المدنيين الذين لا يقومون سوى بالدفاع عن انفسهم". ميدانياً افاد شاهد عيان امس ان ثلاثين شخصا قتلوا اثر عملية عسكرية قام بها الجيش الاربعاء في مدينة حماة (وسط سوريا)، وتحدث عن وجود عدد كبير من الجرحى في المستشفيات. واكد احد سكان حماة تمكن من مغادرة المدينة لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "نحو ثلاثين جثة قتل اصحابها اثر قصف قام به الجيش الاربعاء دفنت في عدة حدائق عامة صغيرة". واضاف ان "عددا من المباني احرق جراء القصف الا انها ليست مدمرة بالكامل". وتحدث عن "انتشار للدبابات في المدينة وخصوصا في ساحة العاصي وامام القلعة" في وسط المدينة. واشار الى "استخدام قنابل تطلق شظايا عند انفجارها"، لكنه اوضح ان "القصف توقف بينما يسمع دوي اطلاق نار من الرشاشات الثقيلة" صباح امس. واشار الشاهد الى "تواجد للقناصة على اسطح المشافي الخاصة". واكد ان "الوضع الانساني صعب للغاية في المدينة التي تعاني من انقطاع للتيار الكهربائي والمياه والاتصالات ونقص في المواد الغذائية". من جهته اكد ناشط حقوقي امس ان اكثر من الف عائلة نزحت عن حماة هربا من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش منذ صباح الاربعاء مشيرا الى عدم رشوح اي معلومات عما يحدث في المدينة نظرا لانقطاع الاتصالات عنها. ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "اكثر من الف عائلة نزحت عن حماة نحو السلمية (30 كلم جنوب شرق حماة) هربا من العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات من الجيش في المدينة". واضاف الناشط ان "قوات الامن اعادت عند الحاجز عائلات اخرى كانت متجهة نحو حلب فعادت ادراجها حيث استقبلها سكان سراقب". وكان الناشط افاد عن نزوح اكثر من 500 عائلة مساء أول امس الاربعاء. واكد الناشط "عدم تمكنه من الحصول على اي معلومات حول ما يحدث في حماة على وجه الدقة وعما اسفرت عنه العملية العسكرية من قتلى واصابات". واضاف ان "دوي انفجارات سمع وسجل انتشار للجيش لكن ليست لدي معلومات عن شهداء حيث ان اهتمام العائلات انحصر بالبحث عن الهروب من هذا الوضع". وتحدث ناشط آخر عن "دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة واخرى ترافقها اليات عسكرية في عدد من المناطق". واضاف الناشط ان "دوي الانفجارات التي تسمع في اكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة". وشهدت حماة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، تظاهرات حاشدة ضد النظام خلال الاسابيع الماضية.