ماناغوا، واشنطن - أ. ف. ب، ي ب ا صرح رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا اثر اجتماعه مع وفد ليبي ليل الاربعاء الخميس ان العقيد معمر القذافي مستعد لاجراء انتخابات لتسوية النزاع في بلده شرط توقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي. وقال اورتيغا الصديق الشخصي للقذافي ان السلطات الليبية "ليست ضد التغيير بل عبروا (الوفد الليبي) عن رغبتهم في التغيير شرط ان يقرر الشعب عبر ممارسة حقه في التصويت، لكن ليتحقق ذلك يجب وقف الحرب". واضاف ان "التحالف البوليفاري لاميركا" الذي يضم دول اميركا اللاتينية "يدعم" اقتراح الزعيم الليبي. واوضح رئيس نيكاراغوا الذي دعا الى انهاء حملة القصف الجوي التي يشنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا، ان الوفد الليلي وصل الى ماناغوا الثلاثاء ونقل اليه رسالة من القذافي. واكد ان الوفد الليبي الذي يزور المنطقة "لم يأت لطلب مساعدة عسكرية". وزار الوفد في اطار جولته فنزويلا وسيتوجه ايضا الى كوبا والاكوادور وبوليفيا والبرازيل، حسبما ذكرت مصادر رسمية. في الاطار ذاته قال سيف الإسلام القذافي، إن الحكومة تسعى للتحالف مع العناصر الإسلاميين الأصوليين في المعارضة الليبية لإبعاد الليبراليين، مرجحاً التوصّل إلى اتفاق معهم خلال شهر رمضان. وأضاف سيف الإسلام، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية امس ، أن "الليبراليين سوف يفرّون أو يقتلون. سنفعل ذلك معاً.". وأشار إلى أن محاوره الرئيسي بين الإسلاميين هو علي الصلابي، أحد القادة الإسلاميين في شرق البلاد الذي قالت الصحيفة إنه اعترف بمحادثاتهما إلاّ أنه نفى أي نية في تحالف، وقال إن الإسلاميين الليبيين يدعمون دعوات زعماء الثوار إلى ديمقراطية تعددية من دون القذافي وعائلته. ونقلت الصحيفة عن الصلابي ترحيبه بالزعماء الليبراليين في المعارضة وقال إن "الليبراليين جزء من ليبيا وأعتقد أن من حقهم أن يقدموا مشروعهم السياسي وإقناع الناس به". ووصف سيف الإسلام، الصلابي بأنه "القائد الحقيقي" للثوار و"الزعيم الروحي" للإسلاميين. وقال إن "الليبراليين والعلمانيين ثملون طوال الوقت وليس لهم مكان في ليبيا. هؤلاء أعداؤنا المشتركون: الناس اللطفاء الذين يرتدون سترات وربطات عنق ويسافرون على متن طائرات خاصة إلى باريس ولندن". ووصف سيف الإسلام، خلال المقابلة، الإسلاميين ب"الإرهابيين" و"الدمويين"، وقال "لا نثق بهم ولكن علينا التعامل معهم"، مشيراً إلى أن النظام سيساعد الإسلاميين في سحق الليبراليين. واعتبر أن الإسلاميين "القوة الحقيقية على الأرض"، وقال "الجميع ينزع القناع والآن يجب مواجهة الحقيقة. أعرف أنهم إرهابيون ودمويون ولكن علينا أن نقبلهم". وأشار إلى أنه والإسلاميين سيصدرون بياناً مشتركاً في غضون أيام، ربما من طرابلس وبنغازي مقر الثوار، مضيفاً "سيكون لدينا سلام خلال رمضان". وألمح سيف الإسلام إلى أن الإسلاميين هم وراء قتل القائد العسكري للثوار عبد الفتاح يونس، وقال "قرروا التخلص من هؤلاء الناس -المسؤولون السابقون في الجيش مثل عبد الفتاح والليبراليين- لتسلّم السيطرة على العملية برمّتها". ووصف مدينة درنة بشرق ليبيا التي لطالما اعتبرت مركزاً للنشاط الإسلامي، بأنها "وزيرستان المتوسط"، مشيراً الى أنه توصّل إلى اتفاق مع إسلاميين محليين للسماح لهم بإنشاء "نطاق إسلامي". وهاجم المجلس الانتقالي ووصف أعضاءه بأنهم "دمى" و"فئران" وقال إن المجلس هو مزحة ودمية ومزيّف. وأقر بأنه أطلق سراح الإسلاميين من السجن وأنه يعرفهم شخصياً وهم أصدقاؤه، غير أنه اعترف بأن ذلك خطأ بسبب دورهم الآن في الثورة. وعن مستقبل ليبيا "الإسلامية"، قال إنه وافق على طلبات الإسلاميين بمنع أي دستور غير القرآن، إلاّ أن صلابي قال إنه يدعم دستوراً مدنياً. ورفض سيف الإسلام مناقشة الدور المقبل لوالده، وقال إن هذه مسألة تناقش بعد مفاوضات السلام. ورغم اقتراب الثوار من طرابلس على ثلاث جبهات، إلاّ أن نجل الزعيم الليبي قال "نحن موحدون أكثر ومرتاحون. الثوار يخسرون كل يوم".