انتشر بين الناس في المملكة استخدام خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات بأنواعها، ومن تلك الخدمات الرسائل القصيرة للهاتف المتنقل (الجوال). ويتم استخدام تلك الرسائل في كافة مناحي حياتنا اليومية ومن اهمها الاجتماعية، حيث تستخدم هذه الخدمات في المناسبات الخاصة والعامة. مساء يوم الأحد 29/3/1426ه ، كنت على موعد مع اسوأ تلك الرسائل، حيث تسلمت عبر الهاتف رسالة من صديق فاضل، ينعى فيها اخاً عزيزاً علي، وفي يقيني عزيز على كل من عرفه وخبر معدنه وأخلاقه. وتلك الرسالة تحمل خبر تعرض الأخ العزيز عبدالله بن عمر باجبع «ابو عمار» نائب رئيس شركة الاتصالات السعودية للشؤون المالية لحادث مروري مميت بعد يوم طويل من العمل المتواصل في الشركة. لقد اذهلتني المفاجأة، وشعرت بحزن شديد على رجل قل امثاله في هذا العصر، واستعرضت السنوات التي عرفت فيها ابا عمار «يرحمه الله»، حيث تشرفت بالعمل معه وعرفته عن قرب في ظروف لا تخلو من الصعوبة والمشقة، واستمرت علاقة الأخوة معه بفضل الله بعد افتراقنا في العمل. للمرحوم بإذن الله، الكثير من الخصال الحميدة. ومن اهم ما يتميز به حبه للوطن وحرصه على المصلحة العامة وإخلاصه في العمل، ووضوحه وأمانته وقدرته ومرونته في اتخاذ قرارته وتسيير اعماله. وبالرغم من كل التغييرات الإدارية، بقي هو الرقم الثابت فيها، واستمر على مبادئه، ولم يتغير مع اغراءات المناصب الهامة التي تولاها. وتجده في احلك الظروف وأصعبها محافظاً على روحه المرحة وابتسامته وضحكته المحببة. يرحمك الله يا ابا عمار رحمة واسعةً على ما قدمته لوطنك وخدمت به عملك، وسوف تبقى ذكراك راسخة في وجداننا. ولن ينقطع عملك الصالح بوجود عمار وأخواته. وأم عمار بصبر المؤمنة المحتسبة سوف تتولى، بإذن الله، اكمال الرسالة لترى هي فيهم ما كنت تتمنى انت ان تراه. فلا ايمان لمن لا صبر له والصبر على اقدار الله من اعظم اقسام الصبر، فمصابها جلل ومسؤوليتها عظيمة وشاقة اعانها الله على تحملها، فصبراً ام عمار على اقدار الله واحتسبي، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ٭ نائب رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.