تنوع كبير على مائدة الإفطار، والأطباق تتزاحم بشكلها الشهي، فهنا طعام محتشد وخارج المائدة "حافظات" بأصناف شعبية ساخنة، حتى تجاوز عدد الأصناف المقدمة أكثر من عدد الأشخاص ذاتهم للعائلة الواحدة، الأم تقوم بعمل أربعة أصناف من العيار الثقيل، فيما قسمت عشرة أصناف على بناتها الأربعة، وبقيت المقبلات مهمة الخادمة الكبيرة، حتى أنجزن قبل موعد الإفطار عشرين صنفا متنوعاً، اختتمت تلك الحرب المطبخية بخلط ثلاثة من أصناف العصائر المتنوعة والباردة، ولم تنس أم العيال أن توصي الخادمة بإخراج قطع اللحم والدجاج لوجبة السحور في فترة المساء، والتي سيستأنف فيها تلك الحرب الباردة ..عفوا "الساخنة"!، وقبل موعد الأذان يحضر الأب برفقة ابنه وتحضر الأم برفقة بناتها الأربعة الجميع أمام السفرة الحاشدة التي تصلح لمأدبة الحي القريب منهم، يتناول الجميع لقيمات بسيطة ثم يتفرقوا بعد أن يبقى الطعام هو الخاسر الوحيد فمكانه القمامة. الإسراف في الطعام من أكثر الصور اللافتة في شهر الصيام، فالأصناف كثيرة بشكل مخيف، أنه السلوك الذي يقوم به الكثير من الأسر.. وهي العادة غير المسئولة في رمضان، إن الكثير من ربات البيوت يعتقدون بأن الإسراف في إعداد الطعام هو الصفة الغالبة على هوية رمضان، متناسية بأن الله أمر بعدم الإسراف والتبذير، وبأن النعم زائلة فمتى يعاد النظر في السفرة الرمضانية حتى تتخذ شكل العادة الوسطية في الشكل والمضمون بدل المبالغات الكبيرة التي تحدث في البيوت. وخزة: زاد وزن القطط كثيراً في رمضان، فيما بقي الفقير دون إفطار أو سحور فمتى نعطي بدل أن نرمي؟.