تظاهر مئات الآلاف من المصريين بميدان التحرير بوسط القاهرة، امس الجمعة، احتجاجاً على بطء إجراءات محاكمة قتلة شهداء الثورة المصرية في 25 يناير/كانون الثاني الماضي. وطالب المتظاهرون، خلال المظاهرة التي حملت اسم جمعة "لم الشمل"، بتسريع محاكمات قتلة المتظاهرين السلميين خلال أحداث الثورة المصرية، وتطهير جميع أجهزة الدولة خاصة وزارة الداخلية من الفساد وأتباع النظام السابق وتسريع محاكمة الضالعين بقتل شهداء الثورة من خلال جلسات محاكمة علنية وشفافة. وردَّد المتظاهرون، الذين ناهز عددهم المليون، هتافات "الشعب والجيش إيد واحدة" و"الشعب والشعب إيد واحدة"، وهو ذات المعنى الذي أكد عليه خطيب الجمعة الشيخ حازم شومان لتحقيق أهداف الثورة، لافتاً إلى أن "استمرار الاعتصام بميدان التحرير هو بمثابة جهاد في سبيل الله". ووجّه عالم الدين المصري البارز الذي يعيش بدولة قطر الشيخ يوسف القرضاوي رسالة إلى المتظاهرين، تلاها نيابة عنه الشيخ عصام تليمة من على منصة الإخوان المسلمين، حث فيها على الوحدة، ودعا الشعب لأن يؤدي كل مواطن دوره لبناء بلده. وشدّد القائمون على تأمين مداخل ميدان التحرير إجراءاتهم للحيلولة دون دخول عناصر خارجة على القانون تتبع النظام السابق لإحداث فوضى، فيما جهَّزت وزارة الصحة عيادة طبية متنقلة تمركزت على مقربة من ميدان التحرير. وتمركزت نحو 50 سيارة إسعاف بمحيط الميدان بظل غياب تام لأي عناصر من الشرطة أو الجيش الذي فضّل نشر آلياته الخفيفة بمحيط مجلسي الشعب والشورى والوزراء ووزارات الداخلية والعدل والبترول والمالية إلى جانب اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزي. وكانت الساعات الأولى من امس الجمعة شهدت توافد المئات من التيار الإسلامي بالمحافظات القريبة من القاهرة خاصة كفر الشيخ والبحيرة والغربية ودمياط والفيوم الى ميدان التحرير خاصة التيار السلفي وجاءت بعده التيارات الليبرالية واليسارية والقومية ثم جماعة الإخوان المسلمين. الى ذلك غادر القاهرة امس رئيس وزراء بلجيكا الأسبق مارتن ويلفريد مارتينيز، رئيس الحزب الشعبي بالبرلمان الأوروبي، عائدا إلى بروكسل بعد زيارة لمصر استمرت ستة أيام. وذكر مارتينيز ، لدى مغادرته العاصمة المصرية ، "لقد أجريت مباحثات مع عدد من المسؤولين والشخصيات ورؤساء الأحزاب المصرية ونائب أمين عام جامعة الدول العربية تناولت آخر تطورات الوضع بالمنطقة إلى جانب بحث سبل دعم حوار الحضارات والأديان". وحول لقاءاته مع المسؤولين والشخصيات المصرية ، قال المسؤول الأوروبي: "إننا مهتمون بمتابعة ما حدث في مصر وباقي البلدان العربية حيث تناولنا آخر التطورات ونأمل أن تتحقق إرادة الشعوب في هذه البلدان خاصة في مصر وتونس لإرساء الحرية والكرامة الإنسانية وخلق مزيد من فرص العمل".