هل هناك علاقة بين الإجازة والذكاء؟ أو هل تؤثر الإجازة الصيفية في الذكاء؟! ويمكن تعرف الإجازة بأنها الانقطاع لفترة محدودة عن العمل في أي وقت خلال العام، أما الإجازة الصيفية فهي عادة تكون خلال فصل الصيف، والتي تكون غالباً الإجازة الرسمية أو الأساسية لعدد كبير من الأفراد والعائلات.... والإجازة الصيفية تعني للكثيرين صرف الكثير من المال في زمن قليل، بالإضافة إلى تغير في النشاط العملي والفكري، وربما التأثر بتغير الجو والطقس، وقد يعود بعضنا من الإجازة الصيفية وهو يحتاج إلى إجازة من تلك الإجازة لأسباب متعددة. وربما تؤدي الإجازة الصيفية إلى تدهور في معامل الذكاء عند الإنسان، حيث إن هناك دراسة نشرت منذ فترة للباحث الدكتور سيجفريد لهرل بجامعة إرلانجن بألمانيا عن مدى التغير في معامل الذكاء عند الإنسان أثناء الإجازة الصيفية. وتتلخص نتائج الدراسة في أن معامل الذكاء ينخفض بعد مرور خمسة أيام من الكسل والراحة اللذيذة بنسبة 5 %، وبعد ثلاثة أسابيع بنسبة 20% ويكون هذا الانخفاض مترافقاً بقصور في الكفاءة الذهنية. أما سبب ذلك فيعود إلى تناقص النشاط الجسدي الذي يكون مترافقاً بغفوة أو نعاس ذهني. كما أثبتت الدراسة بأن الإجازات والعطلات التي يتم التنسيق لها بشكل مسبق يمكن أن تشكل ضغطاً على الأعصاب، لأن الإنسان يكون مسؤولاً عن متابعة الإعداد لهذه الإجازات بشكل دقيق. وبالرغم من هذه النتائج، إلا أن الانخفاض في معامل الذكاء يمكن رفعه عن طريق شرب كميات كبيرة من الماء والتغذية الجيدة، بالإضافة إلى مزاولة بعض الرياضة الذهنية مثل حل الكلمات المتقاطعة والمسابقات الذهنية ولعب الورق وغير ذلك. وتؤدي ممارسة الرياضة الذهنية لمدة شهر أو أكثر إلى ارتفاع معامل الذكاء وعودته إلى معدله السابق مع تجدد النشاط والحيوية.. ولا شك أن ممارسة الرياضة الذهنية بالإضافة إلى القراءة المتنوعة تحول دون شيخوخة خلايا المخ. ولا يمكن لخلايا المخ أن تصاب بالوهن أو الكسل إذا كان هناك غذاء فكري تتناوله هذه الخلايا مع جرعات مستمرة من النشاط والتفكير والتأمل في كل ما يحيط بالإنسان. فهل نحرص على الإجازة من اجل التبلد والكسل الذهني، أم لتجديد النشاط العقلي والبدني؟!